سهوب بغدادي
قال عبد الله بن عباس «إنكم من الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة من زرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثلما زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يُقدر له فمن أُعطي خيرا فالله أعطاه ومن وقي شراً فالله وقاه، المتقون سادة والعلماء قادة ومجالستهم ريادة». من كتاب كلام الليالي والأيام لابن آدم، لابن أبي الدنيا -رحمه الله-. عبرت على هذه المقولة من ثم لمحت طيفا خفي لألطف الأشخاص وأروعهم على الإطلاق رحمه الله وأدخله جنان النعيم وسقاه من أنهارها كيفما يشاء، إنه العميد الراحل صالح بن علي العايد -غفر الله له- الذي عرف باسم برق ورعد طيلة سنوات نشاطه الإنساني الذي عمد توثيقه على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ممتع ومثير للانتباه، حيث قام بنشر ثقافة الوعي بالرأفة والرفق بالحيوانات والطيور في المملكة ولم نعلم هويته الحقيقية سوى عقب وفاته من بعض أفراد أسرته الذين كشفوا الغطاء الملهم عن صالح الرجل الصالح. في الوقت الذي عمد فيه إيواء القطط المشردة وإيجاد ملاجئ لهم والعوائل المتبنية والحاضنة لها من شتى الصعوبات التي قد تواجهها سواء كانت ضالة أو مشردة وتائهة عن أصحابها كالحر الشديد والجوع والعطش وهجوم الحيوانات والبشر احتمالا عليها المرض.
إنني مقتنعة تمام الاقتناع بأن كل شخص مرتبط بخالقه الرحيم بخبيئة وعمل صالح لا يعلمه البشر، ومن أهمها سقيا الماء وإطعام الطعام وما إلى ذلك. فهنيئا لك يا عم صالح على عملك الصالح الإنساني والذي يشار إليه بالبنان للأجيال القادمة، إن أسلوب عطفه على الحيوانات يدرس وطريقة إخفاؤه لذلك مثيرة للعجب! حتما، لا زالت الدنيا بخير، في ظل تواجد مثل هذه الأعمال الطيبة العطرة والشخصيات الملهمة في زحام السوشال ميديا وتسطيحها للنشء واهتماماتهم وتطلعاتهم إلى أضواء الشهرة دون وعي وأسباب وأهداف.
إلى جنان الخلد يا من قلت «في عيون القطط تروني وأراكم».