علي الصحن
توِّج الهلال البارحة بطلاً لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان، ووسع الفريق الفارق بينه وبين منافسيه في سباق المنافسات، وأكد من جديد اختلافه وتفرّده وقدرته على التعامل مع جميع الظروف، وفي هذا الإنجاز أكد الهلاليون لغيرهم ثقتهم في فريقهم وأنه قادر على تحقيق طموحاتهم، وكسب رهانهم، ففي فترة التوقف الطويل كان هناك أخذ ورد في مسألة استمرار الدوري من عدم ذلك، وكان الصوت الهلالي يميل في الغالب إلى المطالبة باستمراره وإكمال الجولات الثماني المتبقية منه، وقد حدث ما طالب به الهلاليون، وتحقق ما كانوا يطالبون بالاستمرار من أجله وهو الفوز بلقب جديد.
تتويج الهلال باللقب ليس جديداً وقيمته هذه المرة كونه يحمل اسماً غالياً على الجميع، وهو اسم ولي العهد -حفظه الله- والاختلاف في الإنجاز أنه جاء بعد توقف صعب وظرف طارئ أثَّر على جميع نواحي الحياة، لكن الهلاليين نجحوا في عبوره والوصول بفريقهم إلى مرفأ النجاح كما هي عادتهم دائماً.
تتويج الهلال لا يعني التوقف ولا الوصول إلى نقطة الاكتفاء، فالهلاليون لا يعرفون مثل هذه اللغة، ولك أن تتخيّل أن الفريق يحقق بطولة ولم يتوَّج بعد، ومدرجه يناقش السلبيات ويطالب بتصحيح بعض الأخطاء، ويؤكد بعد اللقب (الرسمي) الستين أن الفريق لم يحقق كل شيء ولم يصل إلى أعلى درجات الطموح، وأن كل لقب سابق يجب أن يكون نواة للقب لاحق.
توِّج الهلال ... وطوى الهلاليون الصفحة رقم (60) من سجل بطولاتهم وقد وثّقوا بها أسماء الأبطال وكل من ساهم في تحقيق اللقب الكبير، وبدأوا ينظرون للصفحة التالية، ويرسمون أحلام مستقبلهم على سطورها على أمل أن يحتقل الفريق بإنجاز جديد قريباً كما هي عادته منذ تأسيسه إلى اليوم.
سيتذكر الهلاليون هذا الموسم طويلاً، ففي بدايته هبت رياح الفريق في القارة الصفراء ونجح في العودة إلى لقبه القاري بعد عناد طويل، ثم سجَّل حضوراً مشرِّفاً في بطولة أندية العالم، قبل أن يعود ويتصدَّر الدوري ويوسّع الفوارق، ثم توقف الدوري وبعد عودته كان هناك من يقلّل من فريقهم ويسخر من حظوظه لكنه رد بطريقته المفضّلة ماضياً في صدارته إلى ما هو أبعد حتى وصل منصة التتويج قبل غيره.
موسم طويل وصعب وتقلّبات مختلفة... لكن الزعيم العالمي كان في الموعد كعادته ونجح في تجاوز كل شيء وفي النهاية توِّج البارجة بطلاً.
** **
تويتر: @aalsahan