حمد بن عبدالله القاضي
أصداء واسعة اطلعت عليها بمواقع التواصل أو بالمقالات والنشر الورقي لدينا بالمملكة، ولدى الغيورين على الضاد بعالمنا العربي.. هذه الأصداء أعقبت الإعلان عن قيام «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية».
وهو أول مجمع للضاد بوطن الضاد، حمل اسم ملك مثقف وقارئ غيور على لغة كتاب ربه، الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-. ولو تلاحظون أننا نادرًا ما نجد اسمه على أي من المشاريع والمراكز، لكن للغة العربية شأنًا آخر عنده؛ فهو لا يني عن ذكرها والاعتزاز بها.. وهذه إحدى مقولات الملك سلمان عنها:
«هذه البلاد هي منطلق الإسلام في أنحاء العالم، وهي أيضًا منطلق العروبة في أنحاء العالم. والعرب تشرفوا -كما قلت- بأن كتاب الله نزل بلغتهم؛ وهذا شرف لهم، ولكنه مسؤولية».
* * *
كان رعاه الله يرفض تسمية شيء باسمه ما عدا أعمال ومسميات قليلة تتعلق بشأن خيري أو اجتماعي.
لكن لأن هذا المجمع يخدم لغة كتاب ربه وافق على أن يطرّز باسمه.
* * *
الجميع يعلق على هذا المجمع آمالاً كبيرة بالإسهام بحفظ لغتنا، والحفاظ عليها في ظل التحديات التي تواجهها. ومن أبرز هذه التحديات تفضيل - أقول تفضيل - اللغات الأجنبية كاللغة الإنجليزية؛ فأنت تسير بشوارع مدننا أو مدن عربية أخرى وتجد كثيرًا من المطاعم والفنادق كُتبت لوحاتها باللغة الإنجليزية رغم أنها ليست أسماء لمخترعات أو أسماء وكالات وشركات أجنبية، فضلاً عن ظاهرة التخاطب بغير العربية بكثير من الفنادق والمطاعم وغيرها.
رغم أن لغتنا هي لغة كتاب رب العالمين.
هذا استلاب ثقافي!!
* * *
من هنا تأتي أهمية بل ضرورة هذا المجمع الذي لا يقتصر على التعريب - كما هي المجامع القائمة - لكنه سيعتني بالعربية: تعريبًا ونشرًا واحتفاء وعملاً على تعزيزها بوصفها مكونًا مفصليًّا من مكونات بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية.
لقد كان هذا المجمع أملاً ثقافيًّا وحضاريًّا كما وصفه معالي أ. د. أحمد الضبيب بمقاله الضافي بهذه الصحيفة الأحد الماضي، وهو من أوائل من دعا إليه من منطلق حرصه على لغته، ولأن وطننا هو الأولى بقيامه فيها كما قال بمقاله.
حفظ الله هذا الوطن، قيادة وكيانًا وأبناء؛ فهو منبع الاعتزاز بمقومات الأمة ماضيًا وحاضرًا.
* * *
=2=
آخر الجداول
هذه الشاعرة العمانية شميسة النعماني شعرها عذب. لأول مرة أقرأ لها. وهذا مقطع من قصيدة جميلة لها:
ترميم قلب
«أَوَكُلَّما رمَّمْتُ هذا القلبَ يندثرُ الطريق؟
أو آنَسَتْ عيناي حُلما كان خلفَ الضوءِ مِجداف غريق
أوكُلَّما عبَّأَتُ روحي بالخزامى
يخفي وردَها بِعادٌ أو حريق».