عثمان أبوبكر مالي
اليوم يسدل الستار على دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حيث تقام الجولة الأخيرة لأطول مسابقة كروية شهدتها الرياضة السعودية.
احتفظ الدوري بقوته ومتعته ومفاجآته وإثارته وتقلباته حتى الصافرة الأخيرة التي ستطلق مساء اليوم، بل إنه مرشح وبقوة أن تمتد تقلباته إلى الأمتار الأخيرة، وتضرب المفاجآت مراكزه المغرية والمهمة في مقدمة الترتيب وتحديدًا المركزان (الثالث والرابع) إضافة إلى مراكز وسط الترتيب (المنطقة الدافئة) والهابط الثالث
بعد الانتهاء من تسمية البطل ووصيفه (الهلال والنصر) قبل أسبوعين من نهاية المسابقة؛ وتأكَّد بشكل قاطع من الجولة الماضية، الفريقان الهابطان أولاً؛ لن يتغير فريقا المركزين التاسع والعاشر (أبها والفتح) في حين لم يضمن فريقا الثالث والرابع (المقعدين الآسيويين) مركزيهما، ولم يتحدد بتأكيد (الهابط الثالث) المرافق لفريقي العدالة والحزم وقد تحدث (مفاجآت) قوية وغير متوقعة وليست مستبعدة إطلاقًا بنهاية مباريات اليوم.
المركزان الثالث والرابع والمؤهلان للتمثيل الآسيوي تنافس عليهما واحتلهما ولأسابيع طويلة فريقا الأهلي والوحدة، وهما ما زالا متمسكين ومرشحين بقوة للمواصلة والاستمرار (تقاطًا ومستوى) غير أن فقدان أحدهما أو كلاهما لمركزه أمر ممكن ووارد جدًا، ويعتمد كثيرًا على نتيجتهما في الجولة، فالأهلي سيفقد مركزه إذا خسر أمام الرائد وفاز الوحدة والفيصلي في مباراتيهما، والوحدة ستغادر إذا خسرت أو تعادلت أمام الحزم وفاز الفيصلي على أبها، والأمر كذلك بالنسبة للضلع الثالث المنتظر مغادرته، ومرافقة فريقي (العدالة والحزم) والقائمة تضم أربعة فرق، هي على الترتيب (الاتحاد والتعاون والفيحاء وضمك) والهبوط وارد لأي منها وفق حسابات محددة لن أفصل فيها، فلست بصدد كتابة (تحليل للمباريات) وإنما التنويه على استمرار التقلبات والإثارة والمفاجآت حتى الرمق الأخير وقد يحصل (السقوط) في الأمتار الأخيرة، فيخرج فريق مرشح قوي من (المربع الذهبي) وقد يسقط إلى الدرجة الأولى فريق لم يكن ينتظر هبوطه، وهنا يشهد الموسم الاستثنائي الطويل أقوى (جحفلة) تحصل في تاريخ الدوري السعودي.
كلام مشفر
« تخيل الأهلي يخسر ولا يتمكن من دخول المربع الذهبي وكذلك الوحدة، وبذلك سيغيب لأول مرة أي فريق من (المنطقة الغربية) عن التمثيل الآسيوي، منذ ارتفعت مقاعد الكرة السعودية إلى أربعة، وإذا زاد خيالك وتوقع أن الاتحاد يخسر من العدالة ويهبط إلى الدرجة الأولى، فسيكون التفكير هكذا أفظع من أي فيلم رعب يمكن أن تشاهده، أما حدوثه فهو ممكن جداً، وسيكون زلزالاً في نظر البعض، وعند البعض (شأن داخلي) للأندية الثلاث عند البعض(!!)
« تضع جماهير نادي الاتحاد وعشاقه ومحبوه، أيديهم على قلوبهم وفريقهم الكروي يخوض اللقاء الأخير في الدوري أمام فريق العدالة الهابط إلى الدرجة الأولى، ومع ذلك يخشون كثيرًا من فورة عابرة تصيب منافسهم ورغبة في ترك بصمة تذكر بهم تاريخيًا وتكون على حساب العميد.
« يحتاج الفريق الاتحادي إلى الفوز أو التعادل لينجو من الهبوط بغض النظر عن نتائج الفرق الأخرى، وتظهر مستويات الفريق ونتائجه في المباريات الخمس الأخيرة أنه مؤهل جدًا ليقدم مباراة يتفوق بها أداء ومستوى ونتيجة من خلال استشعار لاعبيه روح المسؤولية وارتفاع الدوافع الذاتية بما يتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم واسم وسمعة وعراقة ناديهم الكبير.
« مهمة تاريخية أمام لاعبي فريق الوحدة في التمسك بفرصة الحصول على مقعد يؤهل للمشاركة الآسيوية وتسجيل إنجاز كبير في سجلهم الشخصي والسجل التاريخي لناديهم، تسعون دقيقة فقط تفصلهم عن ذلك ومباراتهم أمام فريق هابط، الفارق بينهم وبينه كبير جدًا، إذا ما استشعروا المسؤولية وقدموا مستوياتهم الحقيقية.
« الختام المثير للمباريات المنتظرة أرجو ألا يشوهه أداء تحكيمي بقرارات متباينة أو صافرات مرتعشة، أو عدم تدخل محايد من حكام الفيديو (الفار) وأن يحضر العدل والحياد في كل دقائق كل المباريات دون استثناء، خاصة المباريات المصيرية التي لا مجال فيها لتساهل حكم أو غفوة صافرة، ناهيك عن خطأ قرار.
« الممر الشرفي الذي تقيمه الفرق الرياضية في أول مباراة يلعبها فريق بعد تحقيقه أو ضمان تحقيقه البطولة، هو عرف رياضي يعمل تحية للبطل وتقديرًا لإنجازه الذي حققه، وهو أمر ينم عن الأخلاق والروح الرياضية.
« مؤسف أن حتى هذا الخلق والعرف الرياضي (العالمي) لم يسلم من المداولة في وسطنا الرياضي ومن التنظير والتعامل السلبي معه، وفي نفس الوقت لم يسلم من الانتهازية والتعاطي معه بطريقة تصفية الحسابات.