واس - جدة:
حذَّر العديد من المختصين من التأثير السلبي لاستخدام الألعاب الإلكترونية بصورة لافتة بين الشباب والأطفال لفترات طويلة يومياً دون شعور أو إدراك منهم أو من أسرهم، وتأثيرها وانعكاساتها على صحتهم وخطورة ذلك على المدى البعيد.
وأوضح أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسان بن عمر بصفر أن هناك عدة عوامل ساعدت على نشر استخدامات بعض التطبيقات الخاصة للألعاب الإلكترونية عبر الشبكات العنكبوتية العملاقة في العالم، مما أثَّر بشكل واضح وملحوظ على سلوك وصحة الطفل والمراهق وتعليمهما المبكر.
وأفاد الدكتور بصفر أن بعض الباحثين لاحظوا وجود تأثيرات سلبية على سلوك الطفل والمراهق من حيث انعكاس أساليب العنف والسلوكيات السلبية التي لا تنتمي إلى قيمنا الإسلامية العظيمة، وعاداتنا وتقاليدينا العربية الأصيلة مما استوجب وجود دراسات أكاديمية مستفيضة حول هذه الظاهرة التي تستحق المتابعة، والتحليل، والنقد، والتفسير للآثار النفسية، والسلوكية على الطفل والمراهق، مشدداً على أهمية دور الأسرة والجهات ذات الاختصاص في التوجيه السليم والمساهمة المناسبة في التوعية ضد الأضرار السلبية الناتجة عن استخدام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة، وتأثيرها الواضح على سلوكيات الطفل والمراهق، والتي يمكن استبدالها بالتعليم والترفيه الإلكتروني المفيد، والمناسب لبناء جيل صالح يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ رؤى وتطلعات وآمال مجتمع متميز مستقبلاً.
من جانبه قال المتخصص في علم النفس السيبراني والباحث في القضايا الرقمية عبدالله محمد المحمادي، إن اللعبة الإلكترونية تُعرف بأنها نشاط ينخرط فيه اللاعبون في نزاع مُفتعل، محكوم بقواعد معينة، بشكل يؤدي إلى نتائج قابلة للقياس الكمي .
وأفاد أن تأثير ألعاب الفيديو على الصحة النفسية والذهنية من الممكن أن تؤدي إلى العديد من الآثار الغير مُحبذة مثل: انخفاض مستوى الثقة في النفس، والوحدة، وتفضيل العزلة، وانخفاض الأداء الدراسي، وعدم التفاعل مع الآخرين، وعدم القدرة على التعامل الصحيح في الكثير من المواقف .
وقال المحمادي لا يمكننا القول إن الألعاب الإلكترونية جيدة أو سيئة تمامًا للدماغ، ولكن كل هذا يتوقف على طول مُدة اللعب ونوع اللعبة التي يهتم بها الطفل وشخصيته أيضاً، حيث أن هناك العديد من المتغيِّرات الفردية لقياس تأثيرها على الدماغ، والأفضل تقنين المحتوى والوقت بحيث لا يتعارض مع التحصيل الدراسي ولا يُسلب منهم دافع اللعب والترفيه ويشبع احتياجاتهم بشكل ترفيهي وذي فائدة.