فهد بن جليد
لا يوجد قانون في العالم يجرِّم فرق (سعر المنتجات) على أساس الجنس، النساء يدفعن غالباً أكثر من الرجال فيما بات يعرف بالـ(ضريبة الوردية)، أي أنَّ المنتجات النسائية أغلى من شبيهتها الرجالية دون مُبرِّر منطقي، رغم أنَّ المكونات تقريباً واحدة لكن على المرأة أن تدفع أكثر في فرنسا وكاليفورنيا ونيويورك دراسات عدة أثبتت أنَّ المرأة تدفع هناك أكثر بنسبة تصل الـ(48 بالمائة)، هذه المعضلة مستمرة منذ سنوات طويلة كظاهرة في معظم دول العالم، ولكنَّها تتغير الآن في زمن (كورونا)، عندما بدأت النساء بشراء المنتجات الرجالية أو البيضاء المشتركة للاستخدام -لكلا الجنسين- بغرض الحصول على سعر أفضل.
صورة أخرى تجاوزت التفرقة في السعر بين منتجات الرجال والنساء، لتشمل فروقات المنتجات النسائية فيما بينها، حيث تستطيع اكتشاف الفرق فيها أيضاً بوضوح أكثر من الرجال، فستحصل وسط زحمة المنتجات غير المنظورة في الأسواق الشعبية بسعر (120 ريالا) على نفس وهج وشكل وألوان فستان يبلغ سعره (24 ألف ريال) لأنَّه معروض تحت الأضواء في المحلات المتخصصة بالتصاميم في المولات الشهيرة، هذه ليست مبالغة ويمكنك تجربة ذلك بنفسك، فلن يسألك أحد من أين اشتريت؟ بقدر ما يجب أن تسأل نفسك لماذا أدفع أكثر؟.
التخفيضات هي الأخرى تكشف وجها آخر للمبالغة، عندما تهوي الأسعار إلى أكثر من (80 بالمائة)، لنختم بصحن (الفول) الذي يقدم لنا أبسط صور المعادلة المعقَّدة، التي تخفي خلفها هدرا ماليا لمصروفك الشخصي في ظل التحديات الاقتصادية المتجدِّدة، فـأنت تستطيع شراءه في ألذ المطاعم ذات المستوى المتوسط مع الخبز واللازم منه، بسعر لن يتجاوز الـ(4 ريالات)، بينما ذات الطبق بل أقل جودة ولذة يبلغ سعره (26 ريالا) على الأقل في مطاعم لم تدفع فيها قيمة (صحن الفول) بقدر ما ساهمت في سداد كلفة بدلة (النادل).
وعلى دروب الخير نلتقي.