عبدالوهاب الفايز
في كل لقاء مع الأمير سعود بن نايف يكون الإعلام أو الفكر والثقافة حاضرة فيه، ترى في الأمير سعود الشخصية القيادية التي تأخذك إلى حيث يكون الفكر والرأي والحكمة والتجربة. هنا ترى وتسمع مورث الحكم الطويل الذي توارثته الأجيال في مؤسسة الحكم.. وهو رصيد وثروة بلادنا التي تأخذنا إلى حيوية الدولة التي نعيشها.
هذا ما وجدناه حاضرًا ومتجددًا في اللقاء بمكتب سموه الأحد الماضي، وكانت المناسبة تدشين فرع هيئة الصحفيين السعوديين بحاضرة الدمام. لقد جدد الأمير سعود التشديد على أهمية الدعم والاهتمام اللذين يحظى بهما قطاع الإعلام، والإعلاميون، من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله -؛ فالملك سلمان منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض كان القريب والحريص على الالتقاء بالإعلاميين، والاستماع إلى وجهات نظرهم، وتوجيههم.
وحرص القيادة السعودية على الفكر والثقافة منذ أيام المؤسس الملك عبدالعزيز هدفه تمكين هذه النخبة؛ لتقوم بدور التنوير وخدمة مشروع الدولة. وفي مواقف عديدة استعان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بأشخاص كانوا يعبّرون عن آرائهم الناقدة للأمور العامة بالدولة الناشئة، فوضعهم في سدة المسؤولية؛ وهذا إيمان بأهمية الفكر والرأي الموضوعي الذي يستهدف المصلحة العامة والإصلاح.
الأمير سعود هو ابن هذه المؤسسة العريقة التي تحرص على تمكين الإعلامي من القيام بواجبه، كمهني وكمواطن، بالذات في الوقت الراهن؛ إذ تضعنا (رؤية المملكة 2030) ومشروعاتها وبرامجها إزاء الحاجة لإعلام فاعل وإيجابي؛ حتى يُبرز الجهود المبذولة من القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية.
في اللقاء وقف الأمير سعود عند أهمية استضافة المملكة قمة العشرين، وغيرها من المناسبات الدولية؛ فهذه تقدم الفرصة للإعلاميين لإبراز النهضة التنموية والحضارية التي تشهدها المملكة؛ فالإعلام مسؤوليته كبيرة للتعريف بحقيقة بلادنا، باعتبارها رائدة التنمية والتسامح.
الأمر الذي وقف عنده الأمير سعود، وسمعته منه في مناسبات خاصة وعامة، هو أهمية (تمكين وإشراك الممارسين للعمل الإعلامي، والحرص على إكسابهم المهارات اللازمة، ونقل الخبرة بين الأجيال، والحفاظ على القيم وأخلاقيات المهنة، وحمايتها ممن لا يراعون هذه القيم، ومتابعة تطبيق المواثيق الأخلاقية وتوعية الممارسين بها). وهذا يراه في مقدمة أولويات عمل فرع الهيئة في حاضرة الدمام.
الأمير سعود يرى الأجيال الإعلامية السعودية مكملة لبعضها؛ لأنها نشأت في البيئة نفسها، واكتسبت الأسس والمبادئ التي بُني عليها مشروع الوحدة الوطنية الذي جمع الشعب السعودي من مختلف المناطق والقبائل والطوائف. فالجيل الذي عايش الإعلام في العقود الماضية يرى الأمير سعود أن (عليه واجب) الرعاية والدعم والتوجيه و(الإرشاد والنصح) للأجيال الجديدة من الإعلاميين. وهذا يراه واجبًا؛ لأن الانفتاح الإعلامي، وتنوع مصادر نقل المعلومة، وسرعة وصول الناس إلى الحقائق والمعلومات، تتطلب الاهتمام بتدريب الجيل الإعلامي الجديد من أبنائنا وبناتنا على كيفية صناعة الرأي والفكر، وبناء ذهنية التحليل العلمي حتى لا ينجرفوا خلف مصادر المعلومات المفتوحة التي لا تعرف مشاربها ولا أهدافها، بالذات التي تستهدف الإخلال بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي لبلادنا.
الأمير سعود يرى أن تجربة الإعلاميين السعوديين الذين كانوا قريبين من المسؤول، وعايشوا التحديات، وشاركوا بجهدهم وفكرهم في الإعلام، ثروة لبلادنا، ويتمنى سموه أن يكون لهذا الجيل إسهامه القوي عبر هيئة الصحفيين السعوديين، وقال موجهًا حديثه للأستاذ خالد المالك: «أرجوكم القرب والبقاء في المهنة». وما يتطلع إليه سموه هو استمرار تداول الخبرة والتجربة بين الأجيال عبر المؤسسات الوطنية مثل هيئة الصحفيين. في هيئة الصحفيين السعوديين كان التوجه لافتتاح الفروع في مناطق المملكة لأجل توسيع قاعدة المشاركة الوطنية لزملائنا الإعلاميين عبر الفروع حتى تتحقق الحوكمة والتنظيم الذي يحمي المهنة أخلاقيًّا وفنيًّا، ويهيئ الفرصة للجيل الجديد أن يساهم بتطوير المهنة.
نتمنى أن يعكس الفرع في حاضرة الدمام حيوية الثقافة والإعلام في الشرقية. وتطلُّع وتوجيهات سمو الأمير يؤكدان ضرورة أن يكون الفرع آلية لتمكين وتنمية العمل الإعلامي، وبخاصة الأخذ بيد الجيل الجديد من الإعلاميين لاستيعاب المنطلقات والأهداف الوطنية مدركين أولويات التنمية في بلادهم.