رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
بقلوب مؤمنة بقضائه وقدره ودَّعنا أبا خالد عبدالرحمن الباهلي -رحمه الله- والألسنة تلهج له بالرحمة والغفران، وأن يُسكنه فسيح جناته، ويغفر ذنبه، ويثبته بالقول الثابت.
ودَّعنا ونحن بشوق إلى لقائه، ونأمل بشفائه، لكن هاذم اللذات، ومفرّق الجماعات، لم يمهلنا طويلاً، وخطف منا الأعزاء والأصدقاء، وتركنا في حسرة وندم.. ورضا بالقدر.
رحل عبد الرحمن عن دنيانا بعد أن رسم صورة جميلة، وأبقى ذكرى حسنة، ومعاملة طيبة، وسجايا حميدة في علاقته مع الآخرين من الأقرباء والجيران والزملاء والأصدقاء.. مدرسة زكية بأخلاقها وروحها وعفة لسانها وجودها، أُغلقت برحيله.
عاش أبا خالد قريبا من قلوب الجميع، تُزرع محبته بها من النظرة الأولى. لم يحمل حقدًا ولا حسدًا ولا فُحشًا بالكلام؛ بل كان فزاعًا لخدمة الآخرين من خلال عمله سابقًا في جوازات الرس، مصحوبًا بابتسامة وراحة نفس، ومشاعر جياشة.
وأبو خالد من الرياضيين المخضرمين إداريًّا وفنيًّا من خلال عمله الإداري بنادي الخلود، وعمله في مجال التحكيم بمجال كرة القدم سابقًا، وتنس الطاولة، لاحقا، حتى أصبح دوليًّا. وكان مبدعًا في مجاله، ومساعدًا لجميع الراغبين في دخول هذا المجال من خلال خبرته. وبوفاته خسرت الرياضة رمزًا مخلصًا.
وفي علاقته بربه سمعنا ما يثلج الصدر، ويسرُّ الخاطر من كثرة الخُطى للمساجد، والتبكير لها، وتلاوة آيات الله، والبر، والصلة، وحُسن العلاقة بالجيران، والتسامح مع الجميع، وحسن الخُلق، وسلامة الصدر.. والناس شهداء الله في أرضه.
وداعًا أبا خالد.. وإن العين لتدمع، والقلب ليحزن، وإنا على فراقك لمحزونون.. وداعًا لتلك النفس الزكية، والجسد الطاهر، راجيًا أن يكون ما أصابه كفّارة وطهورًا.. وداعًا لتلك الشخصية التي أضاءت لنا طريقًا في المعاملة الحسنة ومحبة الآخرين. جمعنا الله بك في جنات النعيم.
إلى أبنائه وبناته وحرمه: لكم صادق العزاء وخالص المواساة في فقيدنا جميعًا. وفقكم الله لبره والإحسان إليه. وأشاطركم العزاء فيه وفي شقيقتكم أشواق -رحمها الله-. جبر الله مصابكم، وعظَّم أجركم، وألهمكم صبر الشاكرين.. {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
اللهم ارحم عبدك عبد الرحمن، واغسله بالثلج والبََرد، ونقِّه من الخطايا، وثبِّته بالقول الثابت يا أرحم الراحمين.