فهد المطيويع
بدأ النصر باكرًا استعدادات المنافسة من خلال استقطابات محلية وأجنبية لتدعيم الفريق لمجاراة الهلال في الموسم المقبل وكل المواسم ولتقليص فارق السنة الضوئية وهذا أمر يحسب للإدارة الحالية التي قررت أن تبدأ عملاً حقيقياً بدلاً من تسخير ضجيج الإعلام ليصنع من الفريق (نمراً من ورق) وألقابًا مثل الرماد تطير مع الريح، أجمل ما في الموضوع أن القائمين على الشأن النصراوي يعرفون من خلال تجارب السنوات الماضية أن دوام الحال من المحال، لذلك فهم مؤمنون ببيت القصيدة المشهورة (إلا صفى لك زمانك عل يا ضامي اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها)، وهذا قمة الذكاء في التعامل مع ظروف الزمان والمكان، لهذا فهم مجتهدون جداً في تجميع اللاعبين من الشرق والغرب مع أنه سبق أن مر النصر في عهد رئيسه الذهبي فيصل بن تركي بهذه التجربة ولم تنجح على المستوى الآسيوي وهذا هو الأهم بالنسبة لهم بعد 24 نوفمبر، بالفعل استقطابات مميزة على المستوى المحلي متمثلة في عسيري الأهلي وصليهم الشباب ولا أخفي إعجابي بمارتنيز القادم من أتلانتا الذي أبهرني كما أبهرني سابقًا أحمد موسى قبل حضوره، لكن كما يقول المثل الشعبي: (لا تقول بر لين توكي عليه)، بمعنى ألا نحكم على اللاعب من خلال لقطات تلفزيونية مع أننا نتمنى أن يكون إضافة للدوري السعودي ويكون أفضل من أحمد موسى الذي سبقه النجاح قبل قدومه، لكن مع الأسف لم نشهد ذلك الهداف ولا تلك الإضافة للنصر! هل للبيئة والأجواء دور في اختفاء هذا النجم؟ هذا ما أخشاه والله يستر على القادمين الجدد، في اعتقادي أن قوة النصر تتمثل في مرابط وحمدالله ولو غابا عن النصر لأكثر من مباراة لانكشف الوضع وانكشف حال باقي الأجانب، يعني لا تقول هذا عمل مدروس ولا تخطيط عبقري، حمدالله ومرابط هما كل النصر عيني عليهم باردة، يتحدثون عن المستقبل وأغلب الاستقطابات أقصى عطائها سنتان وربما ثلاث سنوات، فعن أي مستقبل يتحدثون ألم أقل لكم إن القصة بالنسبة لهم تسجيل إنجاز عابر والسلام، جميل أن يكون لك (role model) وأن يكون هذا القدوة هو الهلال، لكن قبل أن تسير في خطى الهلال وفر بيئته بجميع أركانها وقبل هذا وذاك أيضاً كن محبًا وعاشقًا ومتيمًا كما هو الحال في الهلال ولن أتحدث عن النيات والنوايا وكما يقال (وعلى نياتكم ترزقون)، بصراحة فرق بأن تتمنى وتبارك زيادة قوة الأندية ليرتفع مستوى الدوري وبين أن تدعم وتشجع فريقي سيدني وأوراوا وأيضافرق بأن تدعم الاتحاد وتشد من أزر لاعبيه لكيلا يهبط وبين أن تتمنى له الهبوط وفرق أيضاً أن تودع لاعباً وداعاً فخماً وبين أن يذهب بتكسي للمطار! أنا فقط أتحدث عن فروقات بيئة العمل والفكر الإداري، على أي حال نقول أهلاً بالنصر الجديد والميدان يا حميدان نحن بانتظار تنافس الصمت والضجيج.
نقاط متفرقة
* هل تتذكرون رادوي محور الهلال السابق وهل تتذكرون الحملات المسعورة عليه بسبب أنه شرس وصلب في أدائه وبسبب الوشم الذي على ذراعه، اليوم نجد من يطبل لخشونة وسلوكيات البرازيلي بيتروس (وأوشمته)، انظروا لتعامل الإدارة النصراوية مع تجاوزاته وقارونوها مع موقف إدارة الهلال من زلة لسان هتان باهبري، أنا شخصياً مقتنع بأن هناك اختلاف ثقافات، هناك اختلاف بيئة ومعايير عمل، عموماً صدق من قال من عاشر قومًا أربعين يومًا صار منهم.
* ارفع القبعة للجنة المسابقات والاتحاد السعودي على إصرارهما على تكملة الدوري الذي مر بسلاسة كبيرة ومستويات فاقت التوقعات وسارت الأمور دون مشكلات تذكر لصرامة تطبيق المعايير والبرتوكولات الخاصة بسلامة اللاعبين، شكراً لكل من كان خلف هذا القرار ولا عزاء لبطل الشتاء.
* كما توقعنا أصبح بقاء الاتحاد في الدوري شبه مضمون وهذا أمر مفرح لكل من يعشق الاتحاد وجمهوره، السؤال ماذا بعد العبور من عنق الزجاجة؟ وهل يحتاج الاتحاد أن يهبط ليصدق محبوه أن الاتحاد وتاريخة في خطر؟ نذكر المتزاحمين في المشهد الاتحادي أن الاتحاد هو من قدمكم للساحة الرياضية ومن حقه عليكم أن تخدموه بصدق أو تتركوه للقادرين على خدمته والإخلاص له، فضلاً أن توقفوا عن استغلال هذا الاتحاد والعبث بتاريخه.