يوسف بن محمد العتيق
لا أريد الخوض في مسألة سياسية؛ فهذا جانب له أهله وكُتّابه والمهتمون به، وليست هذه الصفحة مكانه، وإنما حديثي عن مشهد سياسي من جانب تاريخي.
أقامت دولة الإمارات العربية المتحدة - وهي دولة ذات سيادة - علاقة طبيعية بإسرائيل، وهذا قرارها الوطني، وليس هنا الشاهد، وإنما الشاهد هو أن أبرز المحتجين وناقدي هذه الخطوة هم من دول سبقت الإمارات في التطبيع بسنوات، بل بعقود، بل بعضهم - مثل تركيا - تربطها علاقة بإسرائيل قبل قيام دولة الإمارات وتأسيسها!!
هؤلاء الذين انتقدوا الإمارات يرون في متابعيهم وجمهورهم حمقى ومغفلين، ويستمتعون بالضحك عليهم، وإن لم يقولوا ذلك بلسانهم فهم يقولونه بحالهم.
ولأجل هذا من احترام أي مشاهد لنفسه أن يوقف هؤلاء المتلونين عند حدهم، وإشهار سلاح المعلومة والوثيقة التاريخية أمامهم.
فمثلاً: طاقم قناة الجزيرة (من معدين ومذيعين)، الذين يأخذون الدور الواحد تلو الآخر لنقد الإمارات، نقول لهم: كلكم في دول تربطها علاقة طبيعية مع إسرائيل، وكلكم من دول تسابقت لإرضاء إسرائيل، وتاريخكم يشهد.
ولا يقلّ عنهم صفوف مرتزقة تركيا الذين تسابقوا لنقد الإمارات، هل نسوا أن تركيا هي أول بلد إسلامي يعترف بإسرائيل؟!
ولا يقف الأمر عند ذلك، بل اليوم تجد العلاقة بين تركيا وإسرائيل وصلت إلى ذروتها في التبادل التجاري والتعاون!!
ختامًا:
صدق أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال:
اقرَأِ التاريخَ إِذ فيهِ العِبَر
ضاعَ قَومٌ لَيسَ يَدرونَ الخَبَر
هؤلاء قوم لا يقرؤون التاريخ، ويظنوننا مثلهم.. لأن جمهورهم ومطبّليهم مثلهم، بعيدون عن التاريخ.