فهد بن جليد
معرفة المصابين (الصامتين) الناشرين للعدوى الذين لم تظهر عليهم أعراض (كورونا) كانت من أشد المنعطفات حساسية في معركة اكتشاف الفيروس وفكِّ (ألغازه) لمنع الانتشار، نحن كغيرنا من المجتمعات ظهر عندنا (وهم جديد) يستحق الانتباه له، جعل الكثيرين حائرين من حولنا بين وهم الإصابة والتعافي، وحقيقة -اللا إصابة- رسمياً، هؤلاء يستندون إلى الشك في أعراض سابقة غير مؤكدة وغير واضحة في أيام الحجر، ليعيشوا (وهماً جديداً) بأنَّهم قد أصيبوا بفيروس (كورونا) وتعافوا دون أن يشعروا بذلك أو يخضعوا للحجر الصحي أو يتم فحصهم وتسجيلهم ضمن قوائم المصابين، كغيرهم من أعداد المتعافين المجهولين التي يتم الحديث عنها ضمن الأرقام والنسب العالمية.
هذه الشريحة والفئة التائهة، تستحق الدعم من وزارة الصحة وتوضيح الموقف السليم والقانوني والأخلاقي الذي يجب أن يقوموا به، خصوصاً مع مشهد تهاون الكثيرين منهم في أخذ الاحتياطات على اعتبار أنَّهم متعافون من الإصابة لا محالة، بدليل أنَّهم لم يتأثروا أو يُصابوا من جديد، وهذا -برأيي- يشكل خطراً صامتاً قد يسهم في تزايد أعداد المصابين، والشعور بالقلق النفسي.
هل هناك طريقة لكشف الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالفيروس حتى لو لم تظهر عليهم الأعراض؟ في كل الأحوال أتمنى توضيح طريقة لقطع الشك باليقين لهذه الفئة المسكوت عنها، ممن اتخذوا قراراً شخصياً بتخفيف الاحتياطات والتدابير، بالطريقة التي يتعامل بها عادة المتعافون من الإصابة بغض النظر عن صحتها من عدمه، ما يهم هو توعيتهم وتوضيح الموقف الصحيح الذي يجب اتباعه، -في ظني- أنَّ تذكير هؤلاء والانتباه لهم والحديث عنهم، سيمنع انتشار (الوهم) الذي يسابق انتشار الفيروس، ويفكُّ (لغز) التعافي دون إصابة، الموضة الجديدة في عالم (كورونا).
وعلى دروب الخير نلتقي.