د.عبدالعزيز الجار الله
قد لا تحتاج إلى المزيد من الوقت والتركيز الحاد وأنت تستمع إلى معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ، أما لماذا ففي اللقاء الذي جمعنا بالوزير ظهر يوم الخميس الماضي في إحدى مدارس حي الواحة بالرياض وهي دعوة مشتركة بين وزارة التعليم وهيئة الكتاب والإعلاميين، بعنوان (المساهمة في تعزيز ثقافة المجتمع نحو التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد) لماذا لا يحتاج لمن يحاور أو يستمع إلى وزير التعليم لأن د. حمد آل الشيخ يتصف بالوضوح وشفافيته عالية، وأن لديه رسالة يود إيصالها بعيداً عن التكهنات والتفسيرات والتأويلات، فقال الوزير آل الشيخ، إن مشاهداتكم يقصد جولتنا على الاستديوهات ومنصات مدرستي والقنوات التلفزيونية والإنترنت والتقنية العالية التي تدير التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بالوزارة، وهذا الجهد المالي والبشري ليس عملاً مؤقتاً ينتهي بزوال جائحة كورونا، وإنما تأسيس وآليات وأدوات العمل المستقبلي للتعليم.
أما كيف فهذا هو السؤال الذي استوعبه بعضهم والتقطه باكراً وسريعاً، التعليم تحول إلى إلكتروني وتعليم عن بعد، بوباء كورونا أو بدون كورونا، أما بعض منا ما زالت لديه مساحة بين الإلكتروني والتعليم النمطي أن تتم العملية التعليمية بكل تفاصيله داخل القاعة والفصول، والمعلم شاخصاً في الفصل والإدارة المدرسية عامرة بهيئة التدريس ورنين الجرس وتردداته في الساحات لا تتوقف.
أعتقد أن العالم سيتحول إلى حياة إلكترونية تباعد في الأجساد والأنفاس وتقارب بالمنصات والفضاء الإلكتروني، ليس التعليم وحده بل: التجارة والصناعة والطب، والتعاملات اليومية العدل البلديات والجوازات وجميع قطاع الخدمات. فقد بدأ تنفيذ العمل الإلكتروني ومنذ سنوات ربما يكون التعليم آخر المشاركين، أوللتو دخوله فقد فرضته كورونا حماية للطلاب وهيئة التدريس، وإلا سنكون في دائرة كبيرة لا مخرج منها، أو دوامة البحر والنهر تدور في الأطراف وفراغاً هائلاً في الوسط، وجدل لا ينتهي: اقتصاديات التعليم، المدخلات والمخرجات، تطوير المناهج والمقررات ونظريات تربوية مطاطية دون أن نصل إلى نتيجة، لكن اتخذت الدولة قرار التقنية والتحديث كخيار استراتيجي، ووزير شجاع ومبادر ويقف مع القرار، وكورونا أعطتنا التجربة والوقت، ومساحة التفكير، لذا القطار والنهر لا يرجع إلى الخلف، فالعالم ربط حزام التعليم الإلكتروني وعن بعد واختار رحلة التقنية.