إيمان حمود الشمري
البعض يعاني من داء البحث عن الثغرات والنواقص والماضي ليس لكشف الحقيقة وإنما للاستنقاص من الناس، ولكي لا تقف عند هذه العقدة النفسية، أفعل مثلما فعل وأضىء زاويتك المعتمة كي تحرق الكرت الذي يستخدمه أعداؤك كأداة تهديد لك، ماذا لو أضأنا زوايانا المعتمة واعترفنا بما يزعجنا علناً، سوف نحرق العرض المسرحي الكبير على أعدائنا، ماذا لو قلت أنا ابن طبقة متوسطة الحال، أو كنت سميناً في السابق، أو أنا لا أخجل من بداياتي، أو فشلت في سنوات الدراسة الأولى. الإعلامي نيشان فعلها، قال على الهواء أنا (بيي) أبي كان (كندرجي)، هو لا يريد أن يأتي أحد يوماً ما ليعيره بعمل أبيه رغم أنه عمل شريف إلا أن التنابز كان ولا زال من شيم العرب.
ولكن ما الذي يجعلك تضيء زواياك المعتمة بكل جرأة ودون خجل؟ أم ما الذي يجعلك تتحدث بفخر لا بحياء وتلعثم عن ماضيك؟ لا شك إنها إنجازاتك المستقبلية، فعندما تقف على رأس الهرم سوف تجد كل ما تحتك صغيراً ولم تعد تخشى من أي عتمة في حياتك لأن بريقك الحالي أنارها وأنهى تلك العقد، وكل الأشياء الكبيرة التي كانت تزعجك سابقاً أصبحت لا ترى بالعين المجردة وأنت على هذا الارتفاع، فعندما تصل ستكون مثل عنصر مغناطيس جاذب لكل ما حولك لا يحتاج لاستجداء أحد ولا لإخفاء أمر مزعج في الماضي لأن الجميع حتى لو عاداك يتمنى القرب منك لينال شرف صُحبة بريقك، أمحو ماضيك وأضىء عتمتك بنجاحات وإنجازات وبذل مجهود للوصول إلى مبتغاك، لأنك سوف تصل لمرحلة التصالح مع الماضي حين تضيء الحاضر.