بكري عساس
يفخر الناس بأوطانهم لأنها عنوان دنياهم، ونفرح نحن بوطننا لأنه عنوان دنيانا وديننا.
ويسعد الناس بأوطانهم لأنها ميدان عملهم، ونسعد نحن بوطننا لأنه ميدان عملنا، ومحراب مسجدنا.
ويفرح الناس بأوطانهم لأن ثراوتها غذاء أبدانهم، ونفرح نحن بوطننا لأن ثرواته غذاء أبداننا، وشفاء أرواحنا.
إن المملكة العربية السعودية رمز ديني، كما هي أيقونة اقتصادية، ومنشط دعوي، كما هي معمل إنتاجي، ومنجم للدعوة كما هي منجم للنفط والمعادن.
ولذلك جمعت بين الخيرين: خير الدنيا وخير الآخرة.
كذلك نحسبها ونحسب قادتها وشعبها.
إن منجزات هذا الوطن منذ وحد أرجاءه الملك المؤسس: عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وإلى أن بلغ به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ما بلغ، إن منجزاته على امتداد هذا التاريخ المضيء لم تعد بحاجة إلى من يعددها تعريفاً بها، فقد شرقت وغربت، وإنما يعددها أبناء الوطن تحدثاً بنعمة الله، ويعددها الآخرون تعجباً من هذه المسيرة الحضارية.
لقد بدأت هذه البلاد بسيطة التكوين وانتهت إلى شبكة ضخمة من المؤسسات والمشاريع والكيانات الفاعلة.
بدأت برجال قلائل ومال أقل، وانتهت إلى أن تكون ضمن الدول العشرين الكبرى اقتصادياً، بموارد ضخمة، وكفاءات بشرية متميزة.
هي رحلة لابد من الحديث عنها امتناناً: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
ولا بد من شكرها استزادة: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }.
والفضل لله أولاً وآخراً، ثم لحكومة رشيدة أرادت لهذه البلاد أن تكون شيئاً فكانت بإذن الله.