رمضان جريدي العنزي
هناك الكثير من الكتاب المبدعون لكنهم منسيون تمامًا ومهمشون ومركونين في الزاوية البعيدة ولا يلتف لهم أحد، أبدًا كأنهم مصابون بوباء معدي أو جرب أو مرض عضال ميؤوس منه، بعضهم يمرض طويلاً، وبعضهم يموت ولا أحد علم عنه أو درى، وأن علم عنه أو درى، لا أحد يكلف نفسه بالسؤال عنه، أو تفقد شأنه وحالة، وهكذا يمرض ويموت الكتاب المبدعون نتيجة الهم والحزن والقهر والكمد، والتهميش والتجاهل والرفض وعدم القبول، أنهم الكتاب المميزون ينتهون فجأة بلا دمعة ولا تعزية ولا سؤال، إلا من هامش تذكر صغير لا يكاد يذكر أو يرى أو يبين، ويصبحون أثرًا بعد عين، وكأنهم لم يكونوا، وهم الذين أثروا الساحة بالنبض والشعور والنفس والركض المستمر وعدم الراحة ومعالجة القضايا المختلفة، أن (التطنيش) و(التهميش) الذي يعاني منه بعض الكتب المميزون يجب أن لا يحدث وأن لا يكون، إننا بحاجة إلى ثمة قانون يكفل رعاية الكتاب المبدعين، ويضعهم في مكانتهم التي يستحقونها، إجلالاً واحترامًا وتقديرًا لهم ورفعة لشأنهم، وعرفانًا بما قدموه من إنجاز لخدمة بلادهم علميًا وفكريًا وثقافيًا، ويكون حافزًا للآخرين للتميز المبدع، إننا لا نريد أن يكون كتابنا المميزون بعيدون عن دائرة الاهتمام والرعاية، أو أن يصل بهم الحال حد النسيان والترك والإهمال، رغم الإنجازات الشاخصة الكبيرة الواضحة والبائنة التي عملوا بها، إننا ندعو دائمًا أن يحتفى بهذه القامات المميزة التي أعطت وأجزلت، وقدمت الكثير للمجتمع والوطن، أن قيمة المبدع في المجتمعات الراقية تكمن في تذكره وإبراز إنجازه وتكريمه وهو حي وليس بعد أن يموت ويفنى جسده، كونه حقق النجاحات المتميزة، نظر كثيرًا وطرح والهم وأفاد، أن الكتاب المميزون استثنائيون اختاروا طريق الكلمة الطيبة الحسنة منهجًا وسلوكًا لإثراء المجتمع وتثقيفة وترقيتة، أن على المعنيين أن لا ينسوا هذا القيثارات الجميلة التي تشدوا ألحانًا جميلة وراقية، فكثيرًا ما عزفوا بأناملهم الجميلة أعذب الكلمات، وأرقى الجمل، وأنبل الحكم، وصدحوا أوتار القلوب بقطع إبداعية مغايرة، صاغوها بأنفاسهم الشجية، وأرواحهم الحالمة النقية، ولهذا وجب أن يقابل إحسانهم بالإحسان، وإبداعهم بالتقدير والحفاوة والإحترام، أن الأمل يحدوني في الالتفات لهذه القامات الوطنية المميزة، بعيدًا عن التشاؤم واليأس والقنوط، وعلينا وجوب أن نتذكر بأن المهارات تُخطب كما تُخطب الفتيات المتميزاتوهكذا يجب أن تكون المعادلة، وهكذا يجب أن نكون.
** **
ramadanalanezi@hotmail.com
@ramadanjready