رقية سليمان الهويريني
تتوالى اكتشافات حقول النفط في أنحاء بلادنا الحبيبة، حتى لم تصبح المنطقة الشرقية هي منبع النفط فقط، بل صار الوطن يزخر بحقول مختلفة من الزيت والغاز والمعادن المختلفة، وهذا من فضل الله على هذه البلاد.
وبلا أدنى شك؛ فما اكتشفته أرامكو مؤخرًا في حقل «هضبة الحجرة» للغاز في منطقة الجوف، وحقل «أبرق التلول» للنفط والغاز في الحدود الشمالية، ينشر الفرح ويعد بمزيد من النماء لبلادنا الغالية.
ويتميز الغاز المكتشف في شمال المملكة بأنه غني بالمكثفات بحسب وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، حيث تدفق بمعدل 16 مليون قدم مكعب في اليوم، مصحوباً بنحو 1944 برميلاً من المكثفات، بينما تدفق الزيت من حقل أبرق التلول بمعدل 3189 برميلاً يومياً، مصحوباً بنحو 1.1 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم. ويتصف الزيت العربي الخفيف الممتاز غير التقليدي، وتدفق الغاز من الحقل نفسه، بمعدل 2.4 قدم مكعب في اليوم، مصحوباً بـ49 برميلاً يومياً من المكثفات. وهي كميات هائلة تكفي الحاجة المحلية وتغطي الطلب العالمي المتزايد. ولن تتوقف أرامكو عن حفر المزيد من الآبار في أنحاء المملكة.
وحين نكتب ببهجة عن هذه الاكتشافات فنحن نكتب عن مستقبل بلدنا الذي ينمو صناعيًا حول منتجات النفط والغاز، وليس بعيدًا أن نتحول قريبًا إلى دولة صناعية في مجال الصناعات البترولية والتعدين مما يدعم اقتصادنا، لاسيما أن هذا القطاعات ستوفر آلاف الوظائف لشبابنا.
والمهم في الأمر أن هذه الاكتشافات وما يصاحبها من صناعات ستعطي بعداً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً للمنطقة الشمالية من المملكة، وسيشكل نقلة نوعية في مستوى التنمية الاقتصادية وجلب التقنية.
وهذا يزيد الثقة في اقتصادنا ويشعرنا بالاطمئنان لوضعنا واستقرارنا المعيشي، ويعبر عن انطلاقة مدروسة ملؤها الوعي لتحقيق التنويع في مصادر الدخل الاقتصادي بما يتوافق مع الرؤية السعودية التي تعتمد بالأساس على الصناعة وتوطين التقنيات الحديثة وإيجاد الفرص لتوظيف الشباب السعودي المؤهل، وتطويع التقنية لنقل المواطن من مستهلك للسلع إلى منتج ومصدّر لها.