فهد بن جليد
الأزواج في الأيام العادية يعيشون تباعدا أسريا غير محسوس, تختفي معه ملاحظة بعض الصفات والسلوكيات التي تم اكتشافها في زمن (الحجر المنزلي), المتهم الأكبر بكشف المستور, على اعتبار أنَّ تفاصيل السلوكيات الفردية للزوج أو الزوجة تتوارى, لكنَّها ظهرت بوضوح في هذه الأيام مع القرب الجسدي والروحي طوال الـ24 ساعة, ما ساهم في ارتفاع معدلات الطلاق نتيجة الهشاشة الواضحة التي قامت عليها تلك العلاقة في الأصل.
المكوث في المنزل في زمن (كورونا), لا يخصُّ مجتمعاً بعينه, إلاَّ أنَّ نمط الحياة في مجتمعنا تغير بشكل جذري داخل البيت وبين أفراد الأسرة لهذا السبَّب, ما جعل التعامل مباشرة طوال الوقت -دون رتوش- أو تصنع, له دوره في ظهور جملة من المتغيرات الاجتماعية, أخال ارتفاع معدلات الطلاق منها, وإن كان هذا الارتفاع بسبب (كورونا) مشكلة عالمية في هذا التوقيت تحديداً, تعاني منه كل المجتمعات, وإن اختلفت أسبابه الظاهرة من مجتمع لآخر.
لا نستطيع لوم المرأة أو الرجل على قرار الطلاق في زمن (كورونا), الكل معذور فحالات كثيرة سُجلت وكان بالإمكان أن لا تقع, لكنَّ التأثيرات النفسية والصحية والاجتماعية لها دورها, المهم -برأيي- هو التدخل الصحيح والإيجابي من المحيطين, لتأجيل الخطوة من الطرفين لحين اتضاح الرؤية, فلا مصلحة في الاستعجال بتسجيل المزيد من الحالات، فكم من سفينة رست على شاطئ الحب والود والوئام؟ فيما كانت الأمواج تتلاطمها مع كل صوب, وكم من سفينة ندم ربانها على غرقها؟ وهو يحتفظ بأتفه الأسرار.
وعلى دروب الخير نلتقي.