صالح الهويريني
** عندما يتزعم -أي فريق- كل الفرق بعدد البطولات، ويحققها في موسم تلو الآخر وبمختلف المسميات ويحصل على إنجازات لم ينلها سواه فهو بالتأكيد فريق بمرتبة استثنائي.. (الهلال وحده) هو الذي يستحق هذه المرتبة.. في الهلال أيضاً يتغير الرؤساء والإدارات، ويأتي جيل بعد آخر، ويتبدل منافسوه على تحقيق البطولات ولكنه ظل مستمراً وحاضراً في منصاتها (والسبب) لأن العمل داخل أروقته مؤسساتي وثقافته شعارها البطولات والإنجازات، ولأن مصلحته لدى رجاله وأعضاء شرفه تبقى هي الأهم - ولأنه لا يوجد أيضاً إدارة (تحظر) أو تحارب إدارة أخرى جاءت بعدها، بل العكس كل إدارة تأتي لتكمل مسيرة الإدارات التي قبلها..
** في أحد الأندية وعندما أقرأ.. واسمع تفاخر بعض إعلامييه وجماهيره بفريقهم ومبالغتهم في وصفه ومزاعمهم بوجود ظلم يتعرض له أسأل نفسي وقتها: ماذا لو كان فريقهم المفضل هو الهلال كفريق استثنائي؟
.. حينها ماذا سيقولون عنه وإلى أي مدى ستصل درجة تمجيدهم له والثناء عليه وتفاخرهم به.. وكيف سيكون تعاملهم مع (الظلم) الذي تعرض له على مر تاريخه وهنا أقصد تحديداً من خلال مبارياته أمام فريقهم؟
** حصول الهلال في الموسم الحالي (موسم 2019) على بطولتين قويتين وصعبتين (الآسيوية.. والدوري) جاء على طريقة (ضربتين بالرأس توجع) لكارهيه.. لكن (ضربة الآسيوية) تظل هي الأكثر وجعاً عليهم والأشد قوة عليهم..
** بعد أن حسم الهلال بطولة دوري هذا الموسم أصبح لديه (بحسبتهم) 28 بطولة دوري (إلى جانب بطولات المناطق التي حققها).. لكن (بحسبة) التاريخ والمنطق فبطولات الدوري للهلال ارتفع عددها إلى (16) بطولة دوري ممتاز..
** بطولة دوري هذا الموسم هي بطولة الدوري رقم (12) للهلال (وبنظام النقاط) فقط.. في حين حققها النصر (6) مرات.. والأهلي (3) مرات.. والاتفاق (مرتين).. والاتحاد والشباب والفتح بواقع مرة واحدة لكل فريق.. بالفعل الهلال استثنائي، بل وفي كل الأحوال..
(3) مواسم البطولة هلالية
** الهلال من خلال (43) موسماً أقيم فيه الدوري الممتاز (ولأنه فريق استثنائي) نافس على تحقيق بطولته من خلال (30) موسماً ما بين بطل (16) مرة.. ووصيف (14) مرة.. إضافة إلى أنه حصل على المركز الثالث في (6) مواسم..
** كلكم تعرفون أن الهلال تم تتويجه بالبطولات في أغلب الملاعب الرئيسية في المملكة.. وحتى في لندن وكوريا والدوحة ومسقط واللاذقية قد تم تتويجه بها.. لكن الذي ربما تجهلونه أنه حتى (ملعب نادي الاتفاق) كان قد شهد أيضاً (وهذه من النوادر) تتويج الهلال ببطولة.. وهي بطولة كأس الاتحاد على حساب فريق القادسية خلال موسم 1413هـ..
** أكثر ما لفت انتباهي في الفترة الأخيرة أن أحد الإعلاميين من خلال البرامج الفضائية وعبر فترات سابقة كان يتحدث بلا واقعية أو حيادية وبصوت مرتفع (يلعلع) وبالذات ضد الهلال ولكنه في الفترة الأخيرة (تغير) بنسبة (180) درجة وأصبح ينطق بالحق.. لكن إذا عرف السبب بطل العجب!
** العودة السريعة لفريق الباطن إلى دوري الكبار وقبل نهاية دوري الأولى بأربع جولات هو أمر يؤكد أن هناك عملاً جباراً وجهوداً كبيرة من لدى إدارته برئاسة الأستاذ ناصر الهويدي من أجل هذه العودة.. مبروك لأبناء حفر الباطن..
** في آخر أربعة مواسم حقق الهلال بطولة الدوري ثلاث مرات.. هذا التميز الهلالي تعامل معه إعلامنا الفضائي بطريقة (سكتم بكتم) وكأن شيئاً لم يكن.. على عكس عندما يغيب الهلال عن تحقيق هذه البطولة حتى ولو لمدة ثلاثة مواسم أو حتى أيضاً موسمين..
** لا يوجد ما يغيظهم أكثر من انتهاء (كذبة العالمية صعبة قوية).. تلك الكذبة التي ظلت متداولة لسنوات طويلة..
وقفة ساخنة
** (الإنسان) لا بد أن يتغير للأفضل مع مستجدات الحياة وظروفها مع مرور الوقت وكلما زاد عمره.. نعم (هكذا يقول المنطق والواجب).. أي بمعنى (أن الإنسان) ومع تزايد سنوات عمره لا بد أن يقابله ارتفاع في مستوى إدراكه وتطور في فكره، وفي أيضاً تعامله مع المستجدات والظروف المحيطة..
** لكن للأسف.. هناك أناس (لا يتغيرون) وظلوا على نفس الحال وما زالوا يعيشون بنفس الفكر وذات التوجه وكأنهم مراهقون رغم أنهم بلغوا من العمر عتيا.. الله يهديهم..
خاتمة
اللَّهم احفظ السعودية من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ووفِّق خادم الحرمين وولي عهده الأمين وكن عونا لهما في التصدي لأعداء بلادنا.. اللَّهم من أراد السعودية بسوء وشر فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه.. واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين، وصلِّ اللَّهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.