«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
بعد أن أعلن فريق الهلال نفسه بطلاً لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بجهد وعرق لاعبيه وذلك قبل نهاية الدوري بجولتين، لتتزين خزائن الزعيم العالمي بلقب يحمل اسما يعني للسعوديين الشيء الكثير، ويعتبر ملهم الشباب وقدوتهم، وهو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وبعد تحقيق الهلال قبل عدة أشهر لدوري أبطال آسيا، والمشاركة في كأس العالم للأندية، وتحقيق المركز الرابع عالمياً، نقول: لا يمكن التطرق لهذا البطل الذي حطم الأرقام القياسية بوصوله لـ60 بطولة رسمية خلال 63 عاماً دون التطرق لبعض اللاعبين المحليين الحاليين الذين ساهموا بشكل مباشر في رفع مستوى فريقهم، وأغنوا الهلال عن اللاعبين الأجانب في المراكز التي يلعبون فيها.
الجزيرة وهي تتحدث عن هؤلاء اللاعبين لا يعني بأن غيرهم غير جدير بالذكر، ولكن هؤلاء اللاعبين كانت مساهماتهم مباشرة، وكان لهم أثركبير على الفريق.
نحن في هذا التقرير نتحدث عن الخماسي المكون من حارس المرمى عبدالله المعيوف، والظهير الأيمن محمد البريك، والظهير الأيسر ياسر الشهراني، ولاعبي الوسط سلمان الفرج وسالم الدوسري، فهذا الخماسي بفضل الموهبة التي استغلوها لأنفسهم ولفريقهم تمكنوا من حفر أسمائهم في ذاكرة كل الهلاليين، وقدموا مستويات أجبرت الجميع على احترام ما يقدمونه داخل المستطيل الأخضر.
عبدالله المعيوف، حارس الهلال الذي لعب للهلال قبل أكثر من عشر سنوات ولم يستطع حجز مركز له في ظل تواجد العملاق محمد الدعيع، لينتقل بعد ذلك لفريق لأهلي الذي لم يحقق معه شيئا، ليعود مجدداً للهلال، ولكن هذه العودة لم تكن مجرد عودة فقط، بل حجز له موقعاً بين حراس الهلال، حتى انتزع المركز في الموسم الماضي من الحارس الدولي العماني المحترف في الدوري الانجليزي قبل انتقاله للهلال علي الحبسي، وظل يتمسك بهذه الفرصة حتى أثبت نفسه، وجعل الجمهور الهلالي يصفق له بعد كل مباراة.
في الهلال تبدأ انطلاقة الكرة من المعيوف، إذ يُعتبر المعيوف أول لاعب تبدأ منه الهجمة، وهذه مهمة ليست بالسهلة، ولكن لأن المعيوف يملك القدرة على البناء اعتمد عليه مدرب الفريق، ناهيك عن التصديات التي نجح فيها المعيوف نجاحا باهرا، إذ استطاع خلال هذا الموسم وفي الدوري فقط من التصدي بما نسبته 73.6%، وخرج بشباك خالية في 9 مباريات، وتصدى لركلة جزاء واحدة، وساهم مساهمة مباشرة في انتزاع الهلال لقب دوري أبطال آسيا في معظم المباريات، ولكن تبقى مباراة السد القطري في نصف نهائي دوري أبطال آسيا «الإياب»، شاهدة على تألق المعيوف الذي تصدى لفاول في الثواني الأخيرة من المباراة، ولولا هذا التصدي لخرج الهلال بشكل لا يمكن تبريره ولا فهمه، ولكن المعيوف كان حاضراً بقوة، وهي عادته في جل المباريات، ويكفي أن المعيوف أغنى الهلاليين عن الحارس الأجنبي.
ياسر الشهراني، الظهير العصري الذي منذ أن انتقل للهلال، وهو يقدم نفسه بصورة جميلة جداً، مستواه ثابت في معظم المواسم، وذلك بفضل المحافظة على نفسه ومصدر رزقه، كسب جماهيرية كبيرة بفضل الأداء الذي يقدمه، يدافع ويهاجم بنفس القوة، وشكّل مع سالم الدوسري ثنائيا خطيرا في الجهة اليسرى، صنع خلال هذا الموسم 5 أهداف في الدوري، كما صنع 20 فرصة، بوجوده لا يمكن أن يفكر الهلاليون بلاعب أجنبي إلا إن كان بديلاً.
محمد البريك، انتقل قبل خمس سنوات إلى فريق الرائد بالإعارة، وكانت هذه لوحدها كافية لإنهائه، لأن الهلال استغنى عنه، ولكن لأن البريك يفكر بعيداً، استطاع أن يثبت نفسه في فريق الرائد، ويقدم نفسه كلاعب كبير، ليعود في الموسم التالي لصفوف الهلال، ويكون اللاعب الأساسي الأول في مركزه، بل بوجوده لم يعد يفكر الهلاليون في التعاقد مع أي لاعب أجنبي في مركزه واكتفوا بمدالله العلياني كلاعب احتياط له، البريك استطاع هذا الموسم في الدوري من صناعة 4 أهداف، كما استطاع صناعة 25 فرصة، ونجح في صناعة 13 عرضية ناجحة، وشكل مع اللاعب البيروفي المبدع كاريلو جهة يمنى لا يمكن التصدي لها، إذ تعتبر هذا الجهة قوة ضاربة لفريق الهلال.
سلمان الفرج، أو كما يُطلق عليه سلمان «الفرح»، لاعب من الطراز النادر، يشكل ثقلا كبيرا في وسط الهلال، وهو اللاعب الوحيد بين لاعبي الهلال الذي يربط الدفاع بالهجوم، حضوره يشكل فرقاً شاسعاً مع فريقه، وغيابه يُلاحظ، حينما يحضر يكون لحضوره معنى مختلف لكرة القدم التي يداعبها بكل فن، وحينما يغيب يشكو جمهور الهلال من قلة الإبداع الكروي، يستلم الكرة بفن ويتحرك في المكان المناسب لاستلامها ، ويسلمها لزملائه بطريقة لا يجيدها سوى سلمان الفرح، مجموع تمريراته في دوري هذا الموسم وصل لـ962 تمريرة، منها 869 تمريرة ناجحة، ونسبة نجاح تمريراته تجاوز الـ90%، وهذه النسبة الكبيرة تكفي للحكم على اللاعب، باختصار، سلمان الفرج هو رأس الهرم في كرة القدم السعودية، وهو أفضل لاعبيها المحليين.
سالم الدوسري، وسط الهلال الأيسر، حضر للهلال قبل ما يقارب عشر سنوات، كان من الواضح بأنه يملك الموهبة بالفطرة، ولكنه في أحايين يتمرد عليها، قبل ثلاث سنوات استقر وتزوج، وذهب للاحتراف في الدوري الاسباني، وعاد بعقلية مختلفة أبهرت الجميع، إذ إنه منذ عودته وهو يشكل قوة ضاربة في مركز الوسط وخاصة الوسط الأيسر، نجح في كل المهام المناطة به، واستطاع أن يسجل في كأس العالم للمنتخبات في روسيا 2018، كما استطاع التسجيل في كأس العالم للأندية في قطر، وهذه تعتبر أولوية لسالم الدوسري لم يسبقه عليها أحد، في دوري هذا الموسم استطاع صناعة 6 أهداف من 6 عرضيات، كما استطاع صناعة 25 فرصة.
سالم الدوسري منذ أن استقر بـ«الزواج»، ومن ثم عاد من «الاحتراف»، وهو يبدع ويمتع، وحظي بشعبية كبيرة جراء مستوياته التي يقدمها مع فريقه.
هذا الخماسي الهلالي «المعيوف والشهراني والبريك والفرج والدوسري»، بتواجدهم وإبداعهم المستمر جعلوا الهلاليين يحتارون في مراكز اللاعبين الأجانب، إذ إن العدد المسموح به من اللاعبين الأجانب هو7، بينما بوجود هذا الخماسي في صفوف زعيم آسيا فإن الهلال لا يحتاج إلا لستة لاعبين، وهذه ميزة هلالية لن تجدها في فريق آخر، كما أن وجودهم في الهلال ولعبهم بشكل أساسي، حفظ للمنتخب السعودي قوته، ولولا إبداع هذا الخماسي، واستمرارهم مع الهلال كلاعبين أساسيين، لتراجع مستوى المنتخب السعودي، وافتقد قوته، ولكن الهلال حافظ على لاعبيه بعد أن حافظ لاعبيه على مستوياتهم.