د. حسن بن فهد الهويمل
نسيت بعض ما قلت لاعتراض العطلة الصيفية بين الحلقتين، وعدت للتو لكتابة الحلقة الثانية.
قلت: طه حسين مغرم بالثقافة الفرنسية، بل هو مجند لخدمتها، وتكريسها
وكتابه {مستقبل الثقافة في مصر} كافٍ لتأكيد هذه التبعية المذلة.
{حديث الأربعاء} مجموعة مقالات مطولة، عن الأدب العربي، في الجزءين الأولين، استقى مادتهما من كتاب الأغاني، وركز على الشعوبية، والمجون، وأراد تفكيك الالتزام الأخلاقي في الأدب الحديث، العنوان تقليد لمقالات {تين} على ما أذكر التي كان يكتبها تحت عنوان {حديث الاثنين}
في كتابه لا ينقل معلومات مجهولة، ولكنه يرسم منهجاً، ويرمي إلى غاية، فهو يكثر التساؤلات، ويقلب الأمور، وإن أشار إلى القيم البلاغية، والجمالية، لقد اعتمد على الكتاب الموسوعي الأغاني ولم يبرحه إلى غيره إلا عندما تحدث في الجزء الثالث عن الأدب والأدباء المعاصرين. ناقداً، أو راداً، أو منظراً.
رؤيته تؤكد أن الشعر تعبير عن النفس، وبخاصة في الغزل العذري، والماجن، لقد عاد ليقول للأزهريين الذين أذلوه جئتكم بمنهج في النقد حديث، يعيد قراءة الأدب بمنهج لم تألفوه.
نشرت المقالات في {السياسة} و{الجهاد} ما بين عام {1922م و1924م} هذه المقالات الجريئة أخلاقياً ومنهجياً عصفت بالمشهد الأدبي، ووجد معارضوه فرصة في التشنيع به، مدعين أنه يريد إفساد الأخلاق، والأذواق، وما هو كذلك.
لقد استن مذهباً في النقد، وشكل مدرسة أدبية، لم يرد لها مسمى كـ{الديوان} و{ أبوللو} كان متمكناً، وممكناً. تولى مناصب مهمة لم تتح للداته، وجايليه، كـ{العقاد} و{الرافعي} و{مبارك}.