بين دفاتريّ وكُتبي القديمة التي تراكمت حتى فاضت كالجليد، الذي يفيضُ فوقَ الماء ..
سأبحثُ عنكَ حتى تهمدُ بي الروح وتتأرجحُ بيني وبيني الآخر .. سأنقسم نصفين، نِصفُُ يُصدقُ بأن الحياةَ ما زالَ يكسوها الخير، ونصفُُ آخر يرى بينَ هذه الدُنيا الاضطراب والفزع الذي لا مناصَ منه ..
سأبحثُ عنكَ حتى تميلُ هذه الأرض بما تحملُ أحشائُها، وتلفظُ كُل نفسٍ ثقيلةٍ أنفاسها ..
سأبحثُ جاهدةً عنكَ، عن الأمان !
الأمان الذي رُغم كُل ما حاولتُ جاهدةً البحث عنه إلا أنهُ بجانبي دون أنّ أشعر ..
أمامي وليسَ بعيدًا !
قريبًا كقُربِ روحي مني، نعم هي التي خُلقتُ بداخلها فبدأتُ منها، وإليها سأعود !
سأعود لأنني لم أجد ما كُنت أبحثُ عنهُ سِوى تلك اللحظات التي أدركتَ عيناي ما تنظر ..
أدركتُ أنني أبحث عن وطن؟
الوطن الذي لا يخون ولا يضجر ..
لا يتركك في نصف الطريق !
الذي يُحبك وأنتَ بعيد، ويُقدرك وأنتَ قريب، ويخافُ عليكَ وأنتَ مريض، الذي عندما تتقدم بكَ السنين يراكَ طفلًا بالمهدِ كالرضيع ..
هي الأُم، هي الأمان، هي الحياة، هي كُل ما نبحثُ عنه وهو أمام العين ..
سُميت وطنًا لأنها لا تكلُ ولا تمل، لأنها تحتوي بكل رضا
دون أنّ تُشعرنا للحظةٍ، أنها قد هلكت أو تغالبَ عليها التعب ..
تقفُ بِنا رُغم سقوطِنا المُتكرر وأخطائِنا التي لا تُبرر
فهي ما نبحثُ عنهُ في كُلِ هذه الدنيا ..
«الأُم هي الأمان الذي لا ينتهي»
** **
- غادة آل سليمان