طالما يتعاقب الليل والنهار .. والفصول الأربعة تمرُ بنا مثلما تمرُ منذ ذلك الزمن.
فنحن في تغيير مستمر لكل شيء بنا ولنا
إذ أن نفوسنا تحتاج ذلك باستمرار
تغيير مكان تجديد أصدقاء تبديل قناعة
كسب عمل تشييد فكرة تطوير فكر ..
المهم أن يكون شيئاً لنا لا علينا ...
قد نكتشف مؤخراً أن عشرين عاماً لم نعشها كما يجب، وأن ألف نجاح لم نفرح به كما يستحق، وأن الكثير الكثير من الضحك لم يكن ضحكاً حقاً..
يعني أننا معرضون لهذا .. وهذا ليس بالخطأ.
وهذا وذاك أيضاً لا بأس به أن يموت وإن كان قد دُفع من حُر سنواتنا وعز شبابها ..
لكن الحقيقة أن الشباب في وجه مرتاح تملؤه تجاعيد الفرح لا يكف عن الرضا
وعينان تصبح على شمس مشرقة من داخلها قبل أن تفعل ذلك في شبابيك الحياة.
يجب أن نعيش كما نحب أن نعيش لا كما فُرض علينا ...
وطالما قلت إن لكل منا حياتين أو لأغلبنا ذلك
حياة يعيشها وحياة يتمناها .!!
لقد مرّ على بالي ذلك الضعف في بصري لفترة طويلة من الزمن وأصابتني قناعة أنه ماكان هناك لشيء يستحق النظر قبلك ..
نحن جميعنا يبصر ولكن من منا يرى ؟!
الرؤية شي آخر فنحن عندما نبصر يمضي ما أبصرناه معه .. لكن عندما نرى فهذا يجعله ثابتاً في عقولنا راسخاً في أذهاننا.
نستحضرهُ كل وقت ونتذكر تفاصيله جيداً.
الجميع يبصرك إلا أنا أراك وأرى ماخلف قلبك وعقلك؛ أرى جميل روحك ومدى عمق ابتسامتك ..
احفظ تفاصيلك بدقة ...
فكل شيء بي يراك كما يجب وكما أريد وكما تُحب.
نصبتُ معك أرجوحةً في خاصرة البحر ...
يلعب بها الموج معلقةً على جذع شجرة جرداء
لا ورق فيها ولا زهر ...
عُلقت لأجل فرحي وعذوبتك ..
قد نولد من كلمة ونتأنق من نظرة ونزهو من موقف ..
قد نكون أطفالاً من شعور شعرنا به.
أنسانا سوء السنين واصطدام الحظ وخيبة النصيب.
لقد ذخرتُ عينيَّ لك؛ تنظرك وتلملم صورتك
وتحضنك ..
وقد طالت أصابعي بك كـ ريشة ألوان محجمة ترسمك، وأقلام ذات رؤوس مذهبة تكتبك.
هكذا يذخر الله حواسنا لمن يستحقها
كما حدث معي وذخرني لك ..
** **
- شروق سعد العبدان