أوصاف الفارس
كثيرًا ما نواجه على الدوام في حياتنا اليومية أشخاصًا متغطرسين، متكبرين، جُل ما يفعلونه هو التقليل من قيمة وشأن الآخرين، ودائمًا يرون أنفسهم أعلى من الجميع شأنًا.
وفي رأيي، غرورهم ما هو إلا فقدان لثقتهم بأنفسهم، وشعور بالنقص الذاتي. شتان بين الغرور والثقة بالنفس.
يستطيع الشخص الواثق من نفسه تقبُّل أي نقد أو تعليق، إضافة إلى الاستفادة من تلك الانتقادات، بينما يعاني المتكبرون من عدم القدرة على تقبُّل تلك الانتقادات؛ فهم لا يعتقدون أن هناك أي أحد مؤهل لانتقادهم. أيضًا الشخص الواثق بنفسه يفكر دائمًا كيف يحسّن من نفسه ويطورها، بينما يغرق المتكبر في مستنقع مدح ذاته وتعظيم ماضيه وحاضره، وهذا ما يعيق تطويره لنفسه.
يقوم هؤلاء الأشخاص بتصرفات لافتة؛ فيتحدثون بأسلوب فظ مع غيرهم، أو يُحدثون ضجيجًا بسلوكهم في موقف من المواقف، كما أنّ كل ما يريدونه هو إبهار مَن حولهم؛ لذا يسعون دائمًا للتباهي بمقتنياتهم الشخصية باهظة الثمن، أو بحسبهم ونسبهم وقبيلتهم, أو بشكلهم الخارجي وجمالهم، أو شهاداتهم ومناصبهم، أو أي شيء، أو ميزة تمنحهم الأفضلية على غيرهم من وجهة نظرهم.
ويُعتبر الغرور من أكثر الأمراض الأخلاقية الشائعة في مجتمعنا للأسف. وما إن تمكَّن الغرور من شخص ما حتى أحاط نفسه بهالة من الكِبر؛ فلا يُرضي غروره إلا الكلام المزيف، والتمثيل.. ويغفل عندها عن عيوبه وأخطائه مهما كان حجمها.
لتجنب هذه الفئة من الأشخاص عليك أولاً بتجاهلهم؛ فالتجاهل أسوأ عقاب لهم؛ لأنهم بغرورهم يسعون لإبراز أنفسهم بطريقة متعالية، وتجاهلك لهم رسالة واضحة لهم بأن ما يحاولون الافتخار به لا يعني لأحد سوى نفسه هو.