عثمان أبوبكر مالي
احتفل بطل دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بفوزه باللقب مبكرًا بعد أن أقفل عليه (بالضبة والمفتاح) قبل جولتين من انتهائه.
حقق (الزعيم) اللقب الفخم بجدارة بعد منافسة قوية من (العالمي) الذي لم يرم المنديل، وظل متطلعًا راغبًا ومؤملاً في (انتزاع) الصدارة والحفاظ على لقبه (الاستثنائي) الذي حققه الموسم الماضي، غير أن المتغيرات غير المحسوبة، وظروف (الجائحة الأليمة) التي اجتاحت العالم، خذلت تعامله بالشكل المناسب خلال فترة التوقف الطويلة. ولعل من سوء حظه أن المواجهة الأولى بعد العودة مباشرة كانت مع المنافس الأقوى والأكثر جاهزية؛ فتوسع الفارق النقطي، وتقدمت لحظات الحسم المستحق قبل الوقت الحقيقي والمفترض.
على عكس اللقب، لا تزال المنافسة ساخنة ومستمرة على مراكز البطولة الأخرى جميعها، بعد البطل والوصيف، سواء في مقعدَي آسيا، وأيضًا مقعدَين من مراكز الهبوط الثلاثة، على اعتبار أن فريق العدالة (هبط رسميًّا)، وعاد أدراجه إلى الدرجة الأولى.
جولتان أخيرتان وقويتان ستشهدهما المسابقة قبل اختتامها، سيكون شعارها المرفوع من وجهة نظري لدى معظم الفرق المتنافسة على مراكز الحسم هو (أكون أو لا أكون)، خاصة في صراع القاع المشتعل الذي اتسع بعد أن أصبحت سبع فرق، تتعارك للهروب منه بدرجات متفاوتة، تحددها نتائج لقاءاتها القادمة، خاصة المواجهات المباشرة. وقد تتحدد وتحسم مراكز القاع في جولة الأسبوع قبل الأخير (التاسع والعشرين) بشكل كبير؛ لذلك فإن من أكبر محاسن إقامة جميع مبارياتها في وقت واحد هو - بلا شك - منع أي تجاوز يمكن أن يحصل، أو تساهل يظهر، أو حتى تواطؤ يضر، أو أن يكون هناك مجال للتأويل والحديث عن شيء من ذلك، وإن كان الجمهور المتابع سيكون الخاسر الأكبر؛ إذ سيُحرم من مشاهدة أكثر من مباراة واحدة مباشرة رغم وجود أكثر من مواجهة ذات طابع القوة والندية والإثارة، ويُتوقع فيها مفاجآت، مثل مباريات أبها والأهلي، والفتح والتعاون، والاتفاق وضمك، والرائد والفيصلي، فيما ستكون (قمة الجولة) مباراة الاتحاد والنصر رغم الفارق الكبير بينهما نقطيًّا وفنيًّا؛ فالأول يصارع للنجاة من مظلة الهبوط، والثاني أقفل على الوصافة (بالضبة والمفتاح)، لكنها تبقى مواجهة ذات طابع خاص، وتنافس قوي، وواحدة من المباريات المنتظرة في أي لقاء يجمع بين الفريقين بغض النظر عن أي جوانب خارج المستطيل الأخضر.
كلام مشفر
*مبروك للهلال فوزه المستحق ببطولة الدوري. ولا شك في أنه (موسم استثنائي) للفريق بعد نجاحه في ضم كأس بطولة (دوري الأمير محمد بن سلمان) جنبًا إلى جنب مع كأس بطولة (دوري أبطال آسيا). ومن يدري، فقد يختمها الزعيم بـ (ثلاثية تاريخية) إذا نجح في الفوز ببطولة كأس الملك بعد أن وصل إلى الدور (نصف النهائي) وهو مهيأ جدًّا للمضي في البطولة إلى النهائي المنتظر.
*جنى مدرب الهلال الروماني رزافان لوشيسكو الكثير من قراره عدم السفر والمغادرة إلى بلاده خلال أزمة جائحة كورونا، مفضلاً البقاء في الرياض، على عكس معظم إن لم يكن جميع المدربين الآخرين، الذين غادروا، وذلك من حقهم. ولا شك في أن بقاء رزافان خلال فترة حظر التجول منحه الوقت والمساحة والتركيز بشكل أكبر، والتخطيط لفريقه قبل عودة المباريات. واعتُبر ذلك نموذجًا ودرسًا عمليًّا لمن يبحث عن النجاح والتفوق.
*انتهى الأسبوع الرابع والثلاثون من دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، والمنافسة محتدمة جدًّا بين الفرق المتصارعة على الصعود لدوري الأضواء والكبار. والأمر كذلك بالنسبة للتنافس على الهروب من مظلة الهبوط. ولعل الأسابيع الأربعة الأخيرة ستكون ساخنة وحاسمة في الوقت نفسه.
*ارتياح كبير للأداء ومستوى التحكيم في مباريات الجولات الأخيرة. ويمكن القول إن الاتحاد السعودي لكرة القدم نجح في اختيار الطواقم التي حضرت وقادت المباريات. صحيح كانت هناك أخطاء، وهي متوقعة، وحتى إن كان بعضها مؤثرًا في نتائج بعض المباريات إلا أنها لا تضخم ولا تؤول، والأهم من ذلك أنها لا تستفز ولا تشحن الجماهير؛ لأنها من حكام أجانب، وذلك من أهم دواعي حضورهم من وجهة نظري.
*بانتهاء الجولة الأخيرة من دوري الكبار سيخلو الجو لدوري الدرجة الأولى في أسابيعه الأخيرة، وتزداد فرصة مشاهدة المباريات باهتمام أكبر، ومتابعة بعض اللاعبين والمواهب التي تزخر بها بعض الفرق ولو بشكل فردي، حسب بعض الزملاء المتابعين، ومن أصحاب الخبرة في هذا المجال.