كم من أشياء أتت إلينا عابرة ولم نُعرها لحظتُها أي اهتمام لأنها أتت مُغلفة في خيال عابر لم يكن إلا وليدًا للحظة، وللحظة فقط، كان تفكيرنا فيها وتفاجئنا بها تتحقق
ولو أن الأشياء التي تمنيناها تأتي كما تأتي تلك الأشياء صدفة.. لما تألمنا من أحلام تمنيناها كثيراً.. ولم تأت.
فللألم لحن وللشعور المُنهك نزف يترنم على وضعية اللحن.. وللأحرف التي تتعانق وأصبحت كلمات.. لحن نازف.. وضعتُ بينَ طياته كي لا يُقرأ... ألم.. لا يُطاق
فلا نحزن من الآمال المُحطمة على أنقاض الأحلام المُنهارة والتي ابتغيناها يوماً ورسمنا خطوطها العريضة التي داومنا على رعايتها وتمتعنا بالنظر إليها وخابَ تحقيقها.. فكم من أمانٍ وأحلام بنيناها وتبخرت من بينَ أيدينا.. ولم يعد لها وجود.
فمهما حاولنا جاهدين أن نبتعد عن الخطأ رغبةً في الصواب إلا أنه لن نحتوي التوازن المُطلق الذي نتمكن من خلاله الحصول على الصواب الخالي من الخطأ في كل شيء، لأنه لا يمكن تطبيق المبادئ الكاملة على تفاصيل الحياة الشاملة.. فالكمال في حقيقته سراب.. لأنه لا يوجد على الأرض.
فلا تدّعي الكمال لأنك لن تمتلكه.. ولا تنزعج من الخطأ لأنه وارد .. ولا تغتر بالصواب لأنه من الله.. ولا تؤمن بأنك مجموعة من الأخطاء لا يوجد فيها صواب.. أو كتلة من الظلام لا يوجد فيها نور.
ولا تحزن وإن أصابك الندم فهو شيء طبيعي.. لأنه لابد أن يكون هناك.. أخطاء.!