يقول الأستاذ الكبير خالد المالك في مقاله البديع الحصيف (كفى متاجرة بالقضية الفلسطينية):
«تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع إسرائيل شأن إماراتي خاص بها، وليس من حق الآخرين أن يتدخلوا في هذا الشأن، واعترافها بإسرائيل لن يجعلها غائبة عن أي دعم أو مساندة مستقبلية للأشقاء الفلسطينيين، بل إن هذا الاعتراف ربما يساعدها على خدمتهم والدفاع عن حقوقهم بأكثر مما لو أنها بلا علاقات مع إسرائيل، على أن اعتراف دولة الإمارات بإسرائيل هو امتداد لاعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل أيضاً، فضلاً عن أنه يأتي بعد اعتراف كل من مصر والأردن، إلى جانب اعتراف قطر المنقوص».
كما يقول:
«والحذر كل الحذر أن يتجاوبوا مع الأصوات المبحوحة التي تتاجر بالقضية من خلال الإساءة إلى دولة الإمارات وغيرها من الدول المساندة للفلسطينيين، وخاصة من تركيا وإيران وقطر وتلك الأبواق الإعلامية وفي مقدمتها قناة الجزيرة».
قرأت هذا المقال أكثر من مرة، في كل مرة أجد قوة العبارة ووضوح المعنى وصدق الكلمات مع الحصافة والكياسة والنفاسة.
القامة الصحفية الكبيرة الأستاذ/ خالد المالك عندما يهندس الكلمات في باب مهم من أبواب السياسة الدولية ألا وهو باب العلاقات الدولية فستجد أن هذه الهندسة تخرج صرحًا هندسياً كبيراً متميزاً في هذا العالم يتعلم منه أساتذة القانون الدولي والمختصون فيه بله الطلاب وعامة الناس.
هذا المقال يحكي
معنى العلاقات الدولية والسياسة الدولية ومعنى الدولة في المجتمع الدولي المعاصر.
سأشد من عضد طلابي بهذا المقال ليفهموا عن تجربة وتطبيق وممارسة معنى الدولة والسياسة والعلاقات الدولية والمجتمع الدولي ومصطلح سيادة الدولة.
المرجعية الشرعية الإسلامية في باب السير والعلاقات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية المشمولة بالأحكام السلطانية مرنة ومتعددة ومتنوعة يكفي استشهادًا صلح الحديبية فلم يرتضه ابتداء بعض كبار الصحابة رضوان الله عليهم وكان في عاقبته الخير الكبير للإسلام والمسلمين.
ويكفي استشهادًا وثيقة المدينة بين الدولة الإسلامية والطوائف الأخرى في المجتمع المدني.
فهي أول وثيقة مدنية في التاريخ تنظم العلاقات بين البشر مع اختلاف دياناتهم وطوائفهم ومللهم ومنهم اليهود، وذلك وفق أحكام الشريعة الإسلامية السمحة.
فصلى الله وسلم على نبينا محمد الرحمة المهداة والمنة المسداة.
شكراً أبا بشار
فأنت تحكي القلة النافعة المؤصلة شرعًا في وسط غثاء الإعلام المتلاطم.
** **
د. خالد بن محمد اليوسف - أستاذ القانون الدولي المساعد بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود، وأمين عام مجلس الجامعة