علي الخزيم
هنا نماذج لمواقف تلقائية لا تقلل من أصحابها، لعلَّك تجد ببعضها ما يرسم على مُحَيَّاك ابتسامة تجلو همَّك أو فائدة عابرة، فللحظات الانشراح بلسم مريح للنفس، وإن لم تبتسم فاعلم أن هذا أمر طبعي لاختلاف الناس بتقييم المواقف، ولتباين درجات تخيّلهم الكوميدي لها، أو تكون إضافة معرفية تُغني عن الابتسامة.
- حدثني فقيه شرعي أنه كان يوماً ضيفاً على برنامج متلفز على الهواء بمحطة محلية، وخصصوا له كرسياً مما يسمى الدوار ذو العجلات، ليمكنه التحرك يمنة ويسرة، قال: وبدأ المقدم بمصافحتي رغم أنني قد قابلته وتحدثت معه قبيل بداية اللقاء، ومن سوء حظي وباستعجال مني نهضت قليلاً للمصافحة ثم جلست؛ وإذا بي على مسافة أكثر من عشرة أمتار من محيط الاستوديو الأملس، أربكتني مصافحة المقدم وخذلني الكرسي بعجلاته.
- على قناة رياضية محلية كان اللقاء مع لاعب كرة قدم مشهور من الرعيل الأول بالغربية؛ وبعد اعتزاله وكبر سنه احتفظ بمحبة الناس لحسن خلقه، وعُرف عنه رقة القلب ولطف المعشر؛ فتذرف دمعته كلما تذكر صديقاً أو زميلا مريضاً أو انتقل لرحمة الله، وكلما أسهب مقدم البرنامج بإيراد الذكريات تزايدت عبرات ودموع الرجل الطيب، وبكل دقيقة وثانية يحاول البحث عما يمسح به دموعه فلا يجد، ولأدبه الجم لم يرد أن يمسح بأطراف غترته ونحو ذلك، وانتهت الحلقة دون حل للمشكلة وكأنهم فيما يبدو لم يهتموا لهذا الجانب.
- بإحدى محافظات المنطقة الشرقية استدعِيَت ممرضة سعودية بغير وقت عملها للتحقيق بإجراء ما؛ وعند حضورها فوجئت بوالدها ورئيسها والموظفين يرحبون بها محتفلين تكريماً لها لتحقيقها معدلات من التميز والإخلاص، هل ادعاء التحقيق مستساغ؟ أنا أجيب بلا!
- أثناء لقاء مع سيدة ببرنامج مهتم بتخصصها؛ فاجأها مقدم البرنامج بالإذن بدخول شخص اتضح أنه طليقها، وكانت صدمتها على الهواء واضحة، إذ لم تستوعب جُرأتهم على اقتحام خصوصيتها، وكذلك موافقة طليقها على مثل هذا التصرف، فبرروا أنهم أرادوا من خلال (واقع) اللقاء أن يلتئم شمل الأسرة، وبدلاً من الالتئام تقطعت بقايا الأواصر!
- وأراد مقدم برنامج تلفزيوني إحداث وميض لافت لبرنامجه على حساب شاب كان ضيفاً على البرنامج للحديث عن نشاطه ومجاله المهني، فتهوَّر حين صعقه بخبر وفاة والده على الهواء، فكانت النتائج بكل أبعادها بعكس ما أراده من الفكرة، حيث جنى على الفتى وعلى نفسه وغيره بما لا يسرهم.
- روى مذيع أخبار متقاعد أنه مع بداية موعد إحدى النشرات الإخبارية على الهواء؛ فتح أحد العاملين باب الاستوديو الزجاجي وهو يشير لي رافعاً إصبَعَي يده ويضعهما على شفتيه ويردد (أبو فلان يبغا دخان)، وتم احتواء الموقف دون ضجيج!
- قال رجل أعمال إنه بدأ بأول مشروع له، وقرر أن تحضر والدته بمعيِّة الأهل والمقربين لتدشين محله، وحينما تقدمت لقص الشريط تعثَّرت وسقطت أرضاً، فقالت ضاحكة: منذ ولادتك أنت منحوس ونحسك طال شريطك والمقص، لا بارك الله بمحل هذه عتبته؛ وانصرفت!
** **
@alialkhuzaim