د.م.علي بن محمد القحطاني
عاد موظفو القطاع العام بكامل طاقتهم لممارسة أعمالهم، وسط إجراءات احترازية ووقائية مشددة بسبب جائحة كورونا، وكانت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قد أصدرت في 22 أغسطس الجاري تعميمًا بعودة جميع موظفي القطاع العام إلى أعمالهم، وذلك بدءًا من الأحد 30 أغسطس 2020م، وتضمنت إجراءات احترازية، منها استمرار تعليق العمل بالبصمة، والسماح للموظفين بالمداومة وفق نظام «الحضور المرن»، مع استمرار الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا «أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن» في العمل «عن بُعد».
يأتي ذلك ونحن نشهد استمرار انخفاض الوفيات، وانخفاض الحالات الحرجة في مؤشرات ممتازة للمنظومة الصحية، والمؤشرات تميل إلى ثبات يقابلها ارتفاع نسبة التعافي، وانخفاض الحالات النشطة؛ وهو ما يؤكد أن الخطوات الاستباقية والاحترازات الوقائية والبروتوكولات الصحية التي تم تطبيقها، والخدمات الصحية الداعمة التي هيأتها القيادة الحكيمة، كان لها الأثر الملموس في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، والتعامل باحترافية في التصدي لهذه الجائحة، والحد من انتشارها، والتخفيف من آثارها.
ومن المعلوم أنه وفقًا لتقييم دولي فقد صُنفت المملكة ضمن أكثر 20 دولة أمانًا من فيروس كورونا؛ إذ بلغت نسبة التعافي من إجمالي المصابين حتى الآن 81 %، فيما بلغت نسبة الوفيات 0.99 %.
لذلك علينا التمسك بالسلوكيات الصحية والإجراءات الاحترازية، منها الحرص على التباعد الاجتماعي بجدية تامة، وحماية كل مَن هم فوق الستين عامًا، وعدم تعريضهم لمخاطر الفيروس دون قصد.
وكذلك عدم التهاون في أمور التعقيم وغسل اليدين، وعدم ملامسة الوجه والعينين، وضرورة ولبس الكمامة عند الخروج.
وللتأكيد، فإن هذه التدابير لا تعني انتهاء الفيروس، ولكنها تعني رفع القدرة الطبية والتدابير للتعايش معه، ومن ثم اكتساب المناعة الجماعية.
ويمكن أن يكون لجائحة كورونا تأثير أقوى على الحياة اليومية مجددًا، وعلينا أن نتوقع أن تكون بعض الأشياء أكثر صعوبة في الأشهر القليلة المقبلة مما هي عليه الآن في الصيف. ومن المهم إبقاء أعداد العدوى منخفضة عندما نعود إلى الأماكن المغلقة مرة أخرى، في المكاتب والمدارس، إذا أخذنا في الاعتبار أن الباحثين في جميع أنحاء العالم يعملون على تطوير أدوية ولقاحات مضادة لكورونا، لكن لم يتم التوصل لأي منها حتى الآن، وسيتعين علينا التعايش مع هذا الفيروس لفترة أطول.
وتبقى الحقيقة أن الأمر خطير وجاد، ولا بد من الاستمرار في التعامل معه بجدية.
** **
Dr.gahtani@gmail.com
@drqahtani1