كثير من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء يصطدمون بواقع العمل بدوام كامل مع تجربتهم العملية الأولى، حيث يعاني البعض من هذا التغيير المفاجئ في جدول سير يومياته وحياته، وانتقاله من وضع الراحة والفراغ في بعض الأحيان إلى وضع الالتزام التام من خلال الاستيقاظ المبكر والقيادة وسط الزحام والسباق مع الوقت لعدم تجاوز وقت البصمة ومن ثم التقيد بمكان عمل محدد واستلام مهام عمل خاضعة لجدول زمني لإنجازها، إضافة إلى دخوله إلى مجتمع وبيئة عمل لم يعتد عليها من قبل ولا يعرف بها أحد، ويرى نفسه أنه يسير في رتم حياة مكرر وقد يجد نفسه تحت ضغط يومي مليئ بالجهد والانشغال.
وكل هذه التغيرات في حياة أبنائنا اليومية تكون في كثير من الأحيان عائقًا دون استمرارهم في العمل أو سبب في كثرة تنقلهم بين جهات عدة بفترات قصيرة ومتقطعة وخاصة في القطاع الخاص، لذلك إذا أردنا القضاء على هذه المشكلة وتحفيز أبنائنا وبناتنا وإعدادهم بشكل مناسب لسوق العمل حتى يخوضوا في غمارة بثبات وكفاءة عالية فلابد من تفعيل «العمل التطوعي» من خلال وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والجهات ذات العلاقة، حيث ستكون النتائج والمخرجات لهذه التجربة رائعة وستغرس في عقول أبنائنا القيم الإنسانية والأخلاق الحميدة وتعزيز السلوك الحضاري وقيم التعاون وسمو الأهداف، كما يعد العمل التطوعي خيارًا جيدًا للحصول على العديد من الخبرات واكتساب الجديد منها، وكذالك تحسين المهارات وملئ وقت الفراغ بكل ما هو مفيد واستشعار أهمية الوقت... كما أن العمل التطوعي له دور كبير في تطوير عمليات التواصل الفاعلة بين الأفراد وتعزيز روح العمل الجماعي، والتعرف عن قرب على أهمية التخطيط والتنظيم وتعزيز الثقة بالنفس، كما أنه يسهم وبشكل جيد بالقضاء على بعض الظواهر السلبية في المجتمع.
وفي الختام كلمة حق لابد من بيانها فقد قامت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مؤخراً بعمل منصة للعمل التطوعي استشعارًا منها بأهمية هذا الأمر لتعزيز وتهيئة أبناء وبنات هذا الوطن .... خطوة في الطريق الصحيح من الوزارة ولكن لابد أن تترجم هذه الخطوة إلى أمر واقع ومتطلب رئيس لكل من يريد الدخول إلى سوق العمل في القطاع الخاص أو القطاع العام.
تحياتي....