ليس هناك من شك أن قيام الأمم ونهوضها يتحقق بسواعد وفكر شبابها، ومن فضل الله على المملكة العربية السعودية؛ وجود قيادة شابّة طموحة متناغمة العمر والفكر والطموح من الأغلبية في «المجتمع السعودي»، وهم الشباب الذين يمثلون 70 % تقريباً من سكان المملكة.
السعودية الشابة بفكرها الوسطي المتوازن المتعايش مع تغيرات العصر الحديث، وتنوع الأجناس والديانات في العالم. لا إفراط ولا تفريط {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
فالوسطية الفعلية، عقيدة وسلوك وتعايش وتوازن، ونبذ للتطرف أياً كان نوعه، فالظرف العالمي ليس ظرف تناحر وعداوة وتصادم؛ إنما هو بيئة تعايش وتعاون ومواءمة، وتبادلٍ للمصالح في إطار عام من الاتساق والتناغم والتواصل بين شعوب العالم، باعتبار أي مواطن عالمي «هو إنسان» من حقه أن يعيش ويرتقي وينهض ويتطور ويتواصل مع أخيه الإنسان.
ومن جانب تنوع العمل العالمي ما بين اقتصاد وسياسة ومصالح وطنية؛ هناك جانب إنساني يتجاوز الحدود الظاهرية لدول العالم، ويتعامل مع الإنسان كإنسان بصرف النظر عن دينه وجنسه ولونه، وهذا مبدأ راسخ من مبادئ مملكتنا الحبيبة؛ باعتبارها قائدة العالم الإسلامي، والممثل الأول للمنهج الإسلامي المعتدل الذي ينبذ التطرف والإرهاب، ويتبع المبادئ الإنسانية في المنهج الرباني في الكتاب والسنة « في كل كبد رطبٍ صدقة»، وأن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
من هذا المنطلق حُفِظَتْ كرامة الإنسان، وحفظت حقوقه في الحياة الحرّة الكريمة، وحفظت حقوقه المالية والفكرية والاجتماعية؛ ليعيش على هذه الأرض المباركة بعزّ وأمن وأمان متمتعاً بمجانية العلاج والتعليم، ودعم الوظائف، وتشجيع الابتعاث والاختراع والإبداع؛ لتمثيل الحضارة السعودية العريقة على أيدي شباب مؤهل؛ يجيد لغة الحوار، وتبادل التأثير الإيجابي مع بقية شباب العالم، فينقل لهم صورة المواطن السعودي الشاب المحبّ لوطنه وقيادته، المتعايش مع غيره ممن يمثل حضارات العالم المختلفة.
إن تعدد موارد هذه البلاد، وتنوع مناخها وبيئتها: من جبال شاهقة، وبحار غنية، ومنتوجات زراعية متنوعة، وثروات ضخمة في باطن الرض وظاهرها؛ هي نعم ربّانية؛ تسهم بشكل - مباشر وغير مباشر - في تشكيل مستقبل الشباب السعودي، وتحديد معالم نهضته الاقتصادية والصناعية والزراعية.
نعم تفضل بها الخالق على أهل هذه الأرض استجابة لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
ولعل من أجل النعم على هذه البلاد المباركة؛ وجود قيادة عظيمة حكيمة ذات رؤية ثاقبة، وروح وثّابة، وفكر مُلهَم؛ بعثت في شباب هذه الأرض الأمل والإصرار وروح الصبر والعطاء والطموح للمستقبل.
موطني عشت فخر المسلمين، وأبهرت العالم برؤيتك ونهضتك وسرعة إنجازك؛ فما تحق وسيتحقق من قفزات لهذا البلد قائم على مرتكزين: محبة القيادة، وهمّة الشباب.
فلله الحمد والشكر والمنّة.