أ.د.عثمان بن صالح العامر
في مواجهة أي طارئ يحدث، أو أزمة تحل، أو كارثة تقع، وفي الظروف الاستثنائية يجتهد الكل في طرح ما يراه حلاً لهذه الواقعة أياً كانت صغيرة أو كبيرة، عامة أو خاصة، مؤقتة أو دائمة، والناس في هذا فريقين:
- فريق تنظيري، يميل إلى فلسفة الأمور وسوق الافتراضات، وهذا غالباً ما يكون طرحه مثالياً يتكسر ويتهاوى حين يصطدم بالواقع خاصة حين يكون الواقع معقداً وشاملاً لشرائح مختلفة في المجتمعات يعيشون في بيئات اجتماعية واقتصادية متباينة ولهم خلفيات ثقافية وتعليمية مختلفة، وأكثر ما ينتظم في صفوف هذا الفريق المستشارين الذين يقبعون في مكاتبهم بعيداً عن معايشة الواقع بكافة صوره وبجميع أطيافه، فيضعون متخذ القرار في حرج حين يصدر الحل، ويفاجأ هذا المسئول أو ذاك بأن ما صرح به وأقره قد لا يتوافق وطبيعة المشكلة، أو أنه لا يتناسب وظروف المرحلة، أو أنه لا يمكن أن يطبق كما يراد له لدى جميع المستهدفين بنجاح.
- فريق عملي واقعي، وهؤلاء طرحهم غالباً ما يكون بسيطاً سهلاً واضحاً نابعاً من معايشتهم للواقع وتجارب الحياة، هم يجيدون فن سبر الواقع بكل احترافية ومهارة، والضعيف عندهم أمير الركب، ولذلك ينجحون كثيراً فيما يطرحون من حلول للمشاكل والأزمات ذات البعد المجتمعي لأنهم باختصار أخبر وأدرى بما هو على الأرض لا في الورق وعلى الطاولة.
- نحن في هذه المرحلة الحرجة تعليمياً بحاجة ماسة للحلول الواقعية التي تأخذ في الحسبان متغيرات عدة أهمها في نظري:
- وضع الأسرة السعودية أياً كانت بكل شفافية ووضوح.
- البنية التقنية في القرية قبل المدينة.
- قابلية تطبيق التعليم عن بعد، ففي الصفوف الأولية مثلاً يحتاج الطالب الصغير تعلم مهارة الكتابة والقراءة وهذه المهارات لا يمكن الحصول عليها إلا بالحضور والمتابعة من قبل معلم الصف، ولذا تأجيل دراستهم أفضل - في نظري - من فتح فصول افتراضية لهم.
- المؤشرات والدلائل - عندي على الأقل - تشير إلى أن تعليمنا العام خاصة مازال عاجزاً عن إيجاد الحلول الناجزة لمواجهة جائحة كورونا لدى جميع الطلاب والطالبات في جميع المراحل بدءا من الروضة وحتى الثانوية وفي كل البيئات المدينة والقرية والهجرة، ولو كانت الصفوف الافتراضية مناطقية أو حتى مدرسية يدخل على الموقع أو الرابط عدد محدود من الطلاب في وقت واحد ويشرح معلم المدرسة أو معلمتها المادة لطلابه أو طالباتها لكان أيسر وأسهل وأبسط، وهو المعمول به في جامعاتنا السعودية، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام .