يوسف بن محمد العتيق
كتب زميلنا الشيخ عبدالله بن محمد أبا بطين في هذه الصحيفة وغيرها من الصحف المحلية عشرات بل مئات المقالات على مدى ثلاثة عقود ونشرها مؤخراً في كتاب من ثلاثة أجزاء تحت عنوان (أنا والصحافة وربع قرن)، ولعل أبرز ما كتب عنه أبا بطين في السنوات الخمس الأخيرة (على أقل تقدير) هو رثاء الراحلين إلى ربهم بأسلوب جمع بين الترحم وذكر محاسن الموتى، مع وقفات توثيقة لمسيرة هؤلاء الراحلين حيث عشقه علم التاريخ.
كتب أبو محمد عن العديد من أصحاب السمو ممن تربطه بهم علاقة طيبة، وكتب عن وجهاء وأعيان رافقهم في رحلة الحياة ولم يفرقهم إلا الموت، وكان للساحل الشرقي حيث (يسكن) وسدير حيث (يسكن) قلبه ويتجه هواه!! نصيب الأسد من هذه المقالات.
وكتب عن أفراد من شرائح المجتمع كافة رجالاً ونساء، وهذا مما يُذكر له فيُشكر.
وكل ما تقدم أعلاه محل اتفاق إلا أن هذا الرجل الذي لم تتوقف كتاباته عن الآخرين يفقد أحب الناس إليه والدته الجوهرة بنت محمد الماضي ويمر اليوم تلو اليوم دون أن يكتب سطرًا عنها أو يغرد بحرف عن فراقها!!
هذه التجربة لأبي محمد تجعلني أسأل كما يسأل غيري:
لماذا يتوقف القلم ويعجز الحرف عن التعبير عندما يكون الخطب كبيراً.
ولماذا عاطفتنا تنطلق مع الناس وتتوقف حين يكون الحديث عن أغلى الناس؟
في انتظار رد أبا بطين، و- إن شاء الله - يكون الرد عبر صفحات الوراق التي تحبه ويحبها....