نص الوثيقة (1)
الذي غرس الحذيانة(2) المعروفة في طويق صالح بن سليمان بن حسن بن فارس(3) هو ومهنا بن سلوم بن سيف جد آل مهنا ومهنا بن سلوم بن سيف هذا هو أبو عبدالعزيز بن مهنا المعروف الذي غرس العيينة(4) المعروفة في طويق محمد بن ناصر بن فياض بن فارس وهو أبوعبدالوهاب وغرسها معه ابن عمه فيصل بن سليمان بن حسن بن فارس، وفيصل هذا هو أخو صالح بن سليمان الذي غرس الحذيانة وهو أعني فيصل هذا هو أبوجارالله راعي الداهنة فإنه جارالله بن فيصل بن سليمان بن حسن بن فارس.
الذي غرس العيينة (عين ابن عبدالوهاب)
هو أبوعبدالوهاب محمد بن ناصر بن فياض بن فارس بن محمد ابن الشيخ سليمان بن علي -جد مجدد الدعوة محمد بن عبدالوهاب- المشرفي الوهبي التميمي، وغرسها بعد انتقاله من الجريفة، والجريفة بلد جده فارس بن محمد ابن الشيخ سليمان بن علي.
صورة من برنامج (قوقل إيرث) توضح موقع العيينة
قصر وعين ابن عبدالوهاب الفياض المحاذي لجبل طويق ويبعد عن: الجريفة (8) كيلومترات، والداهنة (9) كيلومترات، وروضة سدير (23) كيلومترات
ورقات غير منشورة
قصة لم تنشر إلا في وقت قريب حصلت في العيينة لعبدالله حفيد محمد (راعي العيينة) عام 1294هـ
نشرت في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مقال للدكتور/ أحمد بن عبدالعزيز البسام في عددها (36) بعنوان: ورقات غير منشورة للمؤرخ/ إبراهيم بن عيسى (1270 - 1343هـ)
وثيقة الشيخ/ السحيمي
وثيقة الشيخ/ السحيمي، نقلها بخط يده إمام جامع أشيقر آنذاك الشيخ/ عبدالعزيز بن عامر(10)
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلم الواقف على مازبر من أن سليمان بن حسن بن فارس سألني عن حكم وصية جده له ولإخوته وغيرها قال إن جدي فارس أوصى لنا أولاد حسن بما يستحق أبونا لو كان حيًا من الميراث وأوصى بغلة قطعة معينة من الميح تطعم الضيف في الجريفة وأشهد على وصيته شهود عدل وأراد بعض الورثة إبطال الوصية، هل له ذلك أم لا؟ فقلت مجيبًا للمجواب والله أسأل التوفيق للصواب نعم إذا كان الأمر كذلك والموصي صحيح العقل حين الوصية لزمت الوصية بمجرد موت الموصي وقبول الموصى له إن كان رشيداً أو إن كان غير رشيد قبل له وليه ويلزمه القبول، لهذا إن خرجت الوصية من ثلث مال الموصي فإن لم تخرج من الثلث فلزم ما زاد على الثلث موقوف على إجازة الورثة فإن أجازوا لزمت وإلا فلا، ومن أجاز منهم لزمت في نصيبه مما زاد على الثلث ومن رد أخذ نصيبه من الزائد على الثلث والله أعلم، قال ذلك وكتبه وأفتى به عن مشايخه نقلاً ومشافهة الفقير إلى الله عثمان بن عقيل بن عثمان الشهير لقبًا بالسحيمي، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم. ونقله من خط الشيخ عثمان بن عقيل بعد معرفته يقينًا من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير ولا تبديل بل حرفًا بحرف لعارض شرعي هو خشية التلف الفقير إلى الله عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر بتاريخ جمادى الأول 1312 من الهجرة النبوية على مهاجريها أفضل الصلاة والسلام.
ونشر الأستاذ/ خالد بن عبدالعزيز آل براهيم مقالاً بتاريخ 12 محرم 1430هـ(11) هذا نصه:
الوثيقة تبين أن أول من سكنها في العصور المتأخرة هو فارس المشرفي -رحمه الله-؛ أي أن فارس -رحمه الله- هو من جدد عمارتها، وجدد السكنى فيها(12)، إذ لم يثبت أن أحداً شاركه في سكناها في بداية انتقاله إليها، والوثيقة تبين أن وجوده في الجريفة في أواخر القرن الحادي عشر وبداية الثاني عشر (1100هـ تقريباً)، وذلك لأن الوثيقة كتبت في عصر أحد أحفاد فارس، وهو سليمان بن حسن بن فارس -رحمه الله- وهي مكتوبة قبل عام 1182هـ لأن الذي كتبها توفي عام 1182هـ، والمستفتي سليمان لابد أنه في سن الرشد وليس صغيراً، وهذا واضح من سؤاله للمفتي الشيخ السحيمي -رحمه الله- فأثبت أن فارس -رحمه الله- موجود في الجريفة عام 1100هـ تقريباً، وذلك إذا قلنا أن الشيخ السحيمي- رحمه الله- كتب الفتوى قبل وفاته بعشر سنوات تقريباً وعمر المستفتي من الثلاثين إلى الأربعين سنة تقريباً، فيكون بينه وبين جده فارس، تقريباً من ستين إلى سبعين سنة، وذلك بناءً على ما اصطلح عليه علماء النسب من أن كل مئة عام تكون لثلاثة آباء، وبعضهم يجعل بين كل أب والآخر ثلاثين سنة، ثم هذا الرأي الذي قلته أن فارس المشرفي -رحمه الله- هو أقدم من سكن الجريفة في العصور المتأخرة وهو مؤسسها لم أقله وحدي بل ذكره الدكتور خليفة المسعود في رسالته العلمية، حيث قال ما نصه: «كما وجد نوع من الوصايا يخصص للضيوف، وهذا يدل على صفة الكرم السائدة في المجتمع، فقد أوصى مؤسس بلدة الجريفة فارس من آل مشرف بتخصيص جزء من الغلة لإكرام الضيف»(13).
كذلك يرى هذا الرأي الأستاذ/ عبد الله بن بسام البسيمي -الباحث المتخصص في منطقة الوشم- وله الفضل بعد الله في إظهار وثيقة السحيمي المتعلقة بالجريفة (14).
والشكر لمن ساهم في مراجعة وتدقيق هذا البحث وهم كل من: الباحث والمؤرخ الأستاذ/ عبدالله بن بسام البسيمي، والباحث الأستاذ/ خالد بن عبدالعزيز الحميّد، والمدقق اللغوي الأستاذ/ سامي بن محمد البليهد.
... ... ...
المراجع:
(1) الوثيقة بخط المؤرخ النجدي المعروف الشيخ/ إبراهيم بن صالح بن عيسى -رحمه الله-، المتوفى سنة 1343هـ.
(2) إحداثيات الحذيانة تابعة لمحافظة شقراء في منطقة الوشم ((25.5334194,45.3278052 تملكها منذُ وقت طويل آل مهنا المشارفة أهل الجريفة.
(3) فارس هو حفيد سليمان بن علي المشرفي الوهبي الحنظلي التميمي وقصره الطيني في الجريفة هو أساس نشأتها، يعرف بقصر فارس، وهو الذي بنى جامعها، وله أرض (الميح) المعروفة، ووقف فيها وقفًا للضيوف، وفارس هو جد ثلاثة أُسر وهم: 1. الفياض ومنهم آل عبدالوهاب 2. الموسى 3. الجار الله.
* جد الجارالله (حسن بن فارس انقطع عقبهم من الذكور وكان المشهور منهم حسن بن جارالله، وله ذكر في الوثائق)، وأسرة آل جارالله هم آخر من سكن الجريفة من أحفاد فارس.
* آل عبدالوهاب أهل العيينة وآل مهنا أهل الحذيانة، هم أهل الجريفة من المشارفة من الوهبة من بني حنظلة من تميم.
(4) موقع قصر العيينة في الحمادة من منطقة الوشم على سفح جبل طويق بالصوح بجانب هجرة الصوح، في منتصف المسافة بين بلدتي الحريّق والجريفة (وتسمى حالياً عين ابن عبدالوهاب)، وما زالت آثارها قائمة وفيها مسجد ونخل والعين تنبع بشكل مستمر وإحداثياتها ((25.508003,45.337949 تابعة لمحافظة شقراء.
(5) الوثيقة بخط المؤرخ النجدي المعروف الشيخ/ إبراهيم بن صالح بن عيسى -رحمه الله-، المتوفى سنة 1343هـ.
(6) ذكر المؤرخ بن عيسى في آخر الوثيقة نسب أسرة التويم الكريمة من الجريفة ونصها: (آل تويم أهل الجريفة من آل جُدَيّ من آل صوّان من بني هاجر).
(7) التقطها/ خالد بن عبدالعزيز بن عبدالوهاب بن عبدالعزيز (شقراء) فشكراً جزيلاً له.
(8) انتقل زيد حفيد عبدالوهاب بن محمد -ومحمد هو راعي العين- إلى روضة سدير- من عقبه الشيخ/ زيد الفياض- وأما إخوة -الجد- زيد لأبيه فبقوا في العيينة والحريّق ثم انتقل الأحفاد إلى الرياض وشقراء.
(9) التقطها فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن محمد الجوفان فشكراً جزيلاً له.
(10) نستنتج من ذلك أن وجود فارس جد آل فارس من المشارفة في الجريفة كان في حدود أواخر القرن الحادي عشر أو بداية الثاني عشر 1100هـ تقريباً؛ لأن كاتب الفتوى الشيخ السحيمي توفي عام 1182هـ، ونقل الوثيقة بخط يده الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر إمام جامع أشيقر بتاريخ جمادى الأول 1312هـ خشية التلف، توفي -رحمه الله- سنة 1356هـ. انظر المقال في الصفحة التالية.
(11) مقال لنقد كتاب الجريفة دارسة تاريخية.
(12) كما هو معروف في بعض بلدان نجد التي هجرت فأصبحت خراباً ثم جدد عمارتها أشخاص انتقلوا إليها فيعتبرون هم المؤسسون لها في العصور المتأخرة، والقائمون بعمارتها من بناء وزراعة وغيره... مثل: بلدة التويم في سدير التي عمرها مدلج بن حسين الوائلي، عام 700هـ تقريباً، وبلدة حرمة في سدير التي عمرها: إبراهيم بن حسن بن مدلج، عام 770هـ تقريباً، وغيرها... ومعروف أن بلدة التويم وحرمة أصلهما قديم ومذكور في كتب المنازل والديار القديمة. ينظر: تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد. إبراهيم بن صالح بن عيسى، ط الأولى، 1386هـ، -دار اليمامة- ص 28- 31. وأيضاً: بلاد العرب. مرجع سابق، ص256 وص 262. بتصرف.
(13) منطقة الوشم في عهد الدولة السعودية الأولى. د/خليفة بن عبد الرحمن المسعود، دارة الملك عبد العزيز -1428هـ، ص117.
(14) وهذا مما سمعته منه شخصياً -وفقه الله.
** **
- ماجد الفياض