محمد ناصر الأسمري
كنت أسمع أحد أعمامي -رحمه الله- وغيره ممن كانوا يخطبون الجمع والأعياد في قريتي الأسمرية، وكان الخطباء يقرؤون من كتب صفراء قديمة لا أعلم من طبعها ووزعها عليهم. كنت صغير السن ولا أعرف أكثر ما يقال إلا الصلاة على النبي إلا أن دعاءً كان يسترعي انتباهي لشخص لا أعلم ما صفته إلا أنه سلطان، فقد كان الدعاء: (اللهم انصر خاقان البرين والبحرين). وكنت مشغول الذهن أن أعرف من هذا السلطان وما حكاية البرين والبحرين. بعد البحث عند الشيخ جوجل أقل الله عثرات من سهل أمره لخدمة البشرية
ولم أكن أعرف معني الخاقان إلا بعد الرجوع لقواميس اللغة العربية، فوجدت هذا التعريف: تعريف ومعنى الخاقان في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي.
خَقَّنَ: (فعل).
خَقَّنَ القومُ الخاقان على أَنفسهم: رأَّسوه وملَّكوه أَمرهم.
خاقان: (اسم)
الجمع: خَوَاقِينُ.
الخاقَانُ: لقب لكلِّ ملكٍ من مُلوك التُّرك.
خَوَاقِينُ: (اسم)
خَوَاقِينُ: جمع خاقان.
وجدت توسعًا في التعريف بالسلطان فوجدت في موسوعة الويكيبيديا وأن أغلب ما دون كان من مصادر تركية - عثمان.
بإيجاز: سلطان البرين وخاقان البحرين اسمه سليم الأول يلقبه الفرنسيون بسليم الرهيب ويسميه الإنجليز سليم العابس لأنهم كانوا يرون فيه شخصية جادة وحازمة، أما المسلمون فيسمونه بسليم الشجاع أو سليم القاطع Yavuz بالتركي لشجاعته وتصميمه في ميدان القتال. وسليم الأول هو تاسع سلطان في السلطنة العثمانية.
وصل سليم إلى عرش السلطنة بعد انقلاب قام به على والده، «بايزيد الثاني»، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم. وفي عهده ظهرت السلالة الصفوية الشيعية في إيران وأذربيجان، ونشبت بينها وبين العثمانيين حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم، ومن ثمّ حوّل أنظاره نحو السلطنة المملوكية فغزا أراضيها وقضى عليها نهائيًا بعد أن استمرت 267 سنة).
وغير ذلك من أعمال حربية شملت مصر وغيرها من البلدان.
وأتعجب هنا كيف يدعى بالنصر لشخص سافك للدماء من أجل السلطة والقتل حتى لأقرب الناس إليه نسباً وعصبة وولاة وموالين خلاف المعارضين.
والسلطان سليم ليس هو الأول ولا الأخير في نهج الترك في همجية القتل والاقتتال.
أعتقد أن الخطب التي وصلت إلى الناس في بلاد العرب آنذاك هي بفعل ما كان للترك من وجود ولذلك كانت الخطب هي مرسلة في الغالب من عاصمة الترك إلى الولاة الأتراك الذين حكموا في بلدان عربية حتى قيض الله للعرب الخلاص من الوجود التركي.