م. بدر بن ناصر الحمدان
يُعرَّف «الشغف» بأنه «شعور قوي يملأ الشخص، ويدفعه للاهتمام البالغ بشيء ما، أو الرغبة الجامحة للقيام بعمل ما...». ويقول ماكسويل: «شغفك باهتمامك يعطيك أفضلية عن الآخرين..»؛ لذلك لطالما كان هناك بحث دائم عن الشغف كأرضية لكل عمل قادر على الخروج بصاحبه من منطقة الراحة، والذهاب به إلى أبعد مدى في دائرة الأحلام والطموحات. وحده «الشغف» من يمنح قوة داخلية لا يقف أمامها شيء.
وعلى المستوى العملي، أكثر ما يعجبني في أعمال الأشخاص، وما يجذبني لهم، هو عمق العاطفة و»شغفهم» بما يمتلكونه، وما يتمتعون به من اهتمام ورغبة جادة، كمصدر لإلهامهم وإطلاق قدراتهم بغض النظر عن تقييم أو مراجعة ما يقدمونه من عمل. هؤلاء يستطيعون أن يذهبوا بك بعيدًا، وأن يحدثوا الفارق في أي دائرة منافسة. بإمكانهم مفاجأة الآخرين في أي وقت بنتائج مبهرة، لا أحد يتوقعها منهم. بداخلهم طاقة كامنة، ومخزون إبداعي، لا يقدَّر بثمن.
المراهنة على أي إنجاز تتطلب أن يكون لديك فريق شغوف جدًّا بالعمل الذي يقوم به مهما كان حجم التحدي، ومهما كان مستوى قدرات هذا الفريق. هذا هو المعيار الرئيس، ونقطة الانطلاق نحو تحقيق الهدف أيًّا كان المسار صعبًا والمهمة مستحيلة؛ إذ لا يمكن أبدًا المغامرة بأشخاص لا يحملون هذا الرابط الروحي مع ما يقومون به من عمل. حتمًا سيكون ذلك مضيعة للوقت، وهدرًا للمقدرات، ووقوفًا مبكرًا في منتصف الطريق.
نحن بحاجة إلى منصة دائمة، تُعنى بنشر الأفكار والمبادئ والأعمال المتميزة، يقف على متنها شغوفون، يتحدثون عما هم مولعون به، يقدمونه للآخرين بأسلوب إبداعي ومبتكر. هناك حزمة كبيرة من النماذج لأشخاص ملهمون جدًّا، بحاجة إلى أن يروا النور، والدفع بهم إلى المشهد العام؛ ليشاهدهم الناس، ويتعرفوا عليهم وعلى ما لديهم من شغف يمكن أن يكون دافعًا لكل من يشعر بأن بداخلة شيئًا لم يتم اكتشافه بعد.
الشغف هو أهم عنصر في السيرة الذاتية على الإطلاق، بالرغم من أنه في العادة لا يكون مكتوبًا بقدر ما يمكن الشعور به وقراءته في عيون صاحبه؛ لذلك لا يوجد شخص «لا يستطيع» أن ينجز، بل هناك من «لا يرغب». ابحثوا دائمًا عن أولئك الذين يمتلكون «الشغف».