الجزيرة - الرياض:
نجح فريق علمي سعودي بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ولأول مرة على مستوى المنطقة، من إنتاج نظير النحاس 64 البوزيتروني المشع، وبكميات كبيرة ونقاوة عالية، وذلك باستخدام تقنية التشعيع البروتوني للأهداف المطلية لعنصر النيكل 64 الأمر الذي مكّن الفريق العلمي من تطوير العديد من المنتجات الصيدلانية الإشعاعية الجديدة والتحقق من جودتهما وفاعليتهما للاستخدام السريري لبعض حالات الأورام السرطانية.
وهنأ الدكتور ماجد الفياض المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الفريق العلمي برئاسة الدكتور إبراهيم الجماز على الجهد والعمل الدؤوب الذي قام به أعضاء الفريق طوال مراحل إنتاج المشروع على مدى الثلاثة أعوام الماضية حتى تحقق الحصول على المنتجات بكفاءة وفاعلية عالية مشدداً على أن الابتكار يمثل أحد أهم الركائز الرئيسية للبيئة العلمية الطموحة مؤكداً أن الإدارة التنفيذية وضعت في أولى أولوياتها تعزيز ودعم المشاريع الإنتاجية المبتكرة التي تهدف إلى تحقيق درجات عالية من تطوير وتجويد الخدمة الطبية بجوانبها التشخيصية والعلاجية.
من جانبه أوضح الدكتور علي الزهراني المدير التنفيذي لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن تطوير هذه المنتجات الصيدلانية الإشعاعية الجديدة يمثل إضافة نوعية للرعاية الطبية التخصصية لافتاً إلى الخبرة العريقة لمركز الأبحاث في إنتاج النظائر والصيدلانيات المشعة للأغراض الطبية المتقدمة خلال الأربعة عقود الماضية كونه أحد المراكز العالمية المعترف بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بأعمال الإنتاج والبحث والتطوير في المجالات النووية الطبية.
من جهته بين الدكتور إبراهيم الجماز، رئيس قسم السايكلترون والصيدلانيات المشعة بمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي، أن تلك المنتجات الجديدة مبشرة في تحسين الجودة التشخيصية والعلاجية للمرضى الذين يعانون من سرطانات عدة مثل سرطان الثدي، والبروستات، والمخ في حالاته المتقدمة مضيفاً أن الدراسات أثبتت بأن النحاس 64 وباستخدام تقنية التصوير الطبقي البوزيتروني يتفوق وبشكل كبير على بعض النظائر المستخدمة حالياً.
وأوضح الدكتور الجماز أن النحاس 64 فعال وبشكل دقيق في تحديد الجرعة الإشعاعية العلاجية المناسبة لكل مريض ما يجعله أحد ركائز الطب الدقيق في بعض أمراض السرطان مشيراً إلى أن المشروع قد حظي بدعم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها النمسا.