صيغة الشمري
مثلما تسببت لنا «السوشال ميديا» بالابتلاء بمشاهير «الفلس» وهرطقات أغلبهم في سباق محموم نحو حصد نسب مشاهدة عالية، ابتلينا ببعض من يسمون أنفسهم خبراء الطقس -ولا أعمم-، والذين لا يختلفون كثيراً عن غيرهم من الباحثين عن الشهرة بأي طريقة أو أسلوب، حتى وإن كان ذلك على حساب الأمانة العلمية والنزاهة المهنية، لاسيما وأن علم الطقس من العلوم المهمة، والتي لها احترامها وأهميتها، لكن الذي يحصل من بعض هؤلاء يضر بسمعة هذا العلم المحترم حتى كاد الناس يفقدون ثقتهم بهذا العلم، وأصبحوا يتعاملون معه كما يتعاملون مع صفحة التسالي أو الذين يعدون صفحات الأبراج في بعض المواقع الإلكترونية أو المجلات النسائية، ولا أعرف سبب صمت الجهات الرسمية المتخصصة في الأرصاد والبيئة عن ترك الحبل على الغارب لهم، وهي الجهة الأكثر دراية ومعرفة تامة بمدى ضعف مصداقية أغلب هؤلاء، لدرجة أن بعضهم يبالغ في التحذير من حالة جوية معينة لتنتشر تحذيراته في تويتر وقروبات «الواتس اب» ويسبب ما الله به عليم من الذعر والخوف، وفي الأخير تمر الحالة الجوية التي حذر من خطورتها دون أي خطورة، وقد لا تحدث من أساسه، المشكلة الأدهى والأمر والتي قد تكون -من وجهة نظري- أقوى سلبيات من يسمون أنفسهم بخبراء الطقس هي مدى الضرر البالغ والتعطيل الذي تسببه تحذيراتهم المبالغ فيها للكثير من الناس الذي يعطلون مناسباتهم ومصالحهم وأسفارهم بسبب هذه التحذيرات غير الدقيقة، أتمنى من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تحمينا من هؤلاء المدعين وتمنعهم من نشر التحذيرات أو التوقعات بحالة الطقس، خصوصاً أننا مقبلون على دخول الشتاء، وبدأت تكثر تحذيراتهم غير المسؤولة، والتي في غالبها للبحث عن الشهرة وكثرة تداول المعلومة، حتى وإن كانت تسبب الكثير من الضرر!