عدم تمكُّن الإنسان من الوفاء بوعده
* إذا وعد الإنسان بشيء وهو ينوي القيام به فعلًا، ثم لم يتمكن من فعله، هل يكون بهذا قد شابهَ المنافقين في إخلاف الوعد؟
- إذا وعد الإنسان بالشيء فأخلف فلا شك أن من صفات المنافقين ومن خصالهم الخلف في الوعد «إذا وعد أخلف» [البخاري: 33]، لكن إذا كان في نيته الوفاء حين الوعد فمَنَعه مانع من الوفاء فلا شيء عليه، ولا يشابه المنافقين في ذلك، وإنما يشابههم إذا بيَّت الإخلاف حين عقْد الوعد، فإذا بيَّت الإخلاف فهذا لا شك أنه من صفات المنافقين.
***
البكاء على الميت
* ما حكم البكاء على الميت؟ وهل ينافي الصبر؟
- جاء في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما مات ابنه إبراهيم دمعتْ عيناه فقيل له في ذلك، فقال: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» [البخاري: 1303]. لا شك أن موت القريب، ولاسيما القريب جدًّا، مثل الوالدين والأولاد، مصيبة كبيرة، وكذلك الإخوة والأصحاب والأحباب مصيبة على الإنسان؛ تؤثر في قلبه، وتحز في نفسه، إلا أنه مأمور بالصبر والاحتساب وقول ما يُرضي الله: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }، إذا زاد الأمر على ذلك فإن «الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه» [البخاري: 1304]، ولاسيما إذا عَرف أن من عادتهم البكاء والنياحة والعويل وغير ذلك مما يفعله أهل الجاهلية ومن يشابههم ولم يَنههم عن ذلك، كمن يقول:
إلى الحولِ ثمَّ اسمُ السلامِ عليكما
ومَن يَبْكِ حولًا كاملًا فقد اعتذر
يوصيهم بأن يبكوا عليه سنة كاملة. مثل هذا لا شك أنه يُعذَّب ببكاء أهله. ومَن عَرف مِن عادتهم عادةً مطَّردةً أنهم يبكون وينوحون على أمواتهم ولم ينههم عن ذلك، ولم يحذِّرهم منه، فقد فرَّط في مثل هذا، وقد يدخل في حديث «إن الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه».
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء