أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
«أَعِيْدُوا صَباحِيْ فَهْوَ عِندَ الكَواعِبِ
ورُدُّوا رُقادِيْ فَهْوَ لـَحْظُ الحَبائِبِ»
إِذا لَـمْ تُعِدْ أَنْتَ الصَّباحَ، فلا تَسَلْ
صَباحًا، ولا لَيْلًا، وما عُدْتَ صاحِبِي
أَ فِـيْ كُلِّ هَمٍّ تَبْـتَغِيْ النَّاسَ أَعْبُدًا؟
فلا رَقَدَتْ عَيْنٌ عَلَتْ قَوْسَ حاجِبِ!
ومِنْ سَـفَـهِ الأَيـَّامِ رُؤْيَةُ شاعِرٍ
يُرَجِّيْ رُقادًا مِنْ لِحاظِ «الحُباحِبِ»!
* * *
«فَـإِنَّ نَهـارِيْ لَـيْلَـةٌ مُدْلـَهِمَّةٌ
على مُقْلَـةٍ مِنْ بَعْدِكُمْ في غَـياهِبِ»
وأَيُّ نَهارٍ يَشْتَهِيْ الفَجْرُ؟ والضُّحَى
رَهِـيْنُ غَـرامٍ كـاذِبٍ وابْنِ كاذِبِ!
فلا الحُـبُّ حُـبٌّ حِيْنَ يَمْـتاحُ بِئْرَهُ
ولا الشِّعْـرُ شِعْـرٌ في سَماءِ المـَواهِبِ
سَقَـامٌ، أَدارَ المـَوْتَ بِالرَّاحِ أَمْسُـهُ،
يَصُـوْمُ اجْـتِرارًا بـارِدًا للتَّجارِبِ!
* * *
- «بَعِـيْدَةِ ما بَيْنَ الجُفُوْنِ كَأَنـَّما
عَقَدْتُمْ أَعالِـيْ كُلِّ هُدْبٍ بِحاجِبِ»
- لَعَلَّكَ شاغَبْتَ الثَّرِيْـدَ بِجَفْنَـةٍ
فأَمْسَتْ جُفُـوْنًا في جُفُوْنِ الغَياهِبِ!
ولَـوْ أَنَّ مـا بَـيْنَ الجُفُوْنِ لِهِمَّةٍ
لَما ضاعَ رَبْعٌ في ضِيـاعِ الأَعـارِبِ
ولكِنْ سَهِـرْنـا مُـنْـذُ أَنْ نامَ جَدُّنا
لِلا شَيْءَ، في لا شَيْءَ، مِنْ جِدِّ لاعِبِ!
* * *
- «وأَحْـسَبُ أَنِّيْ لَوْ هَوِيْتُ فِـراقَكُمْ
لَفارَقْـتُـهُ والدَّهْـرُ أَخْـبَثُ صاحِبِ»
وما الدَّهْرُ إِلَّا شَمْعَةٌ ، ثُمَّ تَـنْـطَفِـي،
إِذا ما انْطَـفَتْ، لا دَمْعَ فِـيْـها لِعاتِبِ
فأَخْـيِبْ بِمَنْ لامَ الزَّمانَ، ولَـمْ يَقُـمْ
لَهُ الدَّهْرُ خِلًّا في اجْـتِراحِ السَّحائِبِ!
* * *
«فَيا لَـيْتَ ما بَيْنِـيْ وبَيْنَ أَحِـبَّتِيْ
مِنَ البُعْدِ ما بَيْنِـيْ وبَيْنَ الـمَصائِبِ»!
- ويا لَـيْتَ ما بَيْنِـيْ وبَـيْنَ مَصائِـبِيْ
مِنَ الحُـبِّ ما بَيْنِـيْ وبَـيْنَ الحَـبائِبِ!
مُصابُ الفَتَى ما صابَ مِنْ ثَـدْيِ أُمِّهِ
مِنَ الظُّلْمِ والإِظْلامِ لا في الـمَصاعِبِ
ومَنْ لَـمْ يَكُنْ في قَـلْبِهِ غَـيْرُ قَلْبِـهِ
فلَيْسَ خَلِـيْـقًا بِافْـتِـراعِ الـمَناقِبِ!
* * *
- «أَراكِ ظَنَنْتِ السِّلْكَ جِسْمِيْ فَعُقْتِـهِ
عَلَـيْكِ بِـدُرٍّ عَنْ لِـقـاءِ الـتَّرائِبِ»
فيا لَلْخَيالِ «السِّلْكِ»، عُقْتَ بَـيانَـهُ،
ولا دُرَّ فـي دُرٍّ بِـعِقْـدِ التَّلاعُبِ!
إِذا شِئْتَ أَنْ تَرْقَـى لِـتَفْتَحَ كَوْكَـبًا،
فعِشْ نـارَ عِشْقٍ في عُيُوْنِ الكَواكِبِ!
* * *
«ولَوْ قَـلَـمٌ أُلْـقِـيْتُ في شَقِّ رَأْسِهِ
مِنَ السُّقْمِ ما غَـيَّرتُ مِنْ خَطِّ كاتِبِ»
- أَلا إِنَّ سُقْمَ الشِّعْـرِ أَنْـبَى بِشاعِـرٍ
مِنَ السُّقْمِ في جِسْمٍ جَسِيْمِ الخـَرائِبِ
ومـاذا تَـبَـقَّـى مِنْـكَ لِلظَّبْيَةِ الَّتي
تُنَاصِيْ الفَتَى الضِّرْغامَ طِبَّ النَّوائبِ؟!
* * *
- «تُخَـوِّفُنِيْ دُوْنَ الَّذِي أَمَـرَتْ بِهِ
ولَـمْ تَـدْرِ أَنَّ العارَ شَـرُّ العَواقِبِ»
بَلَى.. بَلْ دَرَتْ «أَنَّ الثَّواءَ هُوَ التَّوَى»؛
أَما كُنْتَ في شَقٍّ.. حُضُوْرًا كَغائِبِ؟!
فـلا لَـوْمَ إِلَّا فـي اصْطِغارِكَ أَوَّلًا
ولا كَأْسَ إِلَّا ما سَكَـبْتَ لِـشارِبِ!
* * *
«ولا بُـدَّ مِنْ يَـوْمٍ أَغَـرَّ مُحَجَّلٍ
يَطُوْلُ اسْتِـماعِـيْ بَعْدَهُ لِلنَّوادِبِ»
أَجَلْ، ذاكَ يَوْمٌ في انْتِظارِكَ، حافِيًا؛
ولا كَرْمَ يُجْـنَى مِنْ عُيُوْنِ الثَّعالِبِ!
* * *
«يَهُـوْنُ على مِـثْلِـيْ إِذا رامَ حاجَـةً
وُقُـوْعُ العَوالِـيْ دُوْنَها والقـَواضِبِ»
كَذا أَنـْتَ، فاخْلَعْ ذا القِناعَ مِنَ الغَبَا،
لَكَمْ تَـغْـدِرُ الحَـيَّاتُ لَيْـلًا بحاطِبِ!
وكُنْ أَنـْتَ، لا ما صاغَتِ البِيْدُ والقُرَى،
تَعُدْ مَعْـدِنَ الإِبْداعِ عِدَّ الـمَذاهِـبِ!
إِذا الشِّعْـرُ لم يَسْقِيْكَ وَجْهَكَ دِيْمَـةً،
فلا كانَ ، أو دَرَّتْ نُـهُوْدُ السَّواكِبِ!
** **
p.alfaify@gmail.com
https://twitter.com/Prof_Dr_Alfaify
http://www.facebook.com/p.alfaify