علي الصحن
أرهق الهلال جماهيره البارحة الأولى أمام الفيصلي، قبل أن يسقيهم الفوز بطعم الماء الزلال في ليلة صيفية ويصبح على مرمى حجر من الفوز باللقب.
أمام الفيصلي قدم الفريق أداء أفضل نسبياً من ضيفه الذي حصل على هجمتين فقط بأخطاء الدفاع الأزرق، لكن الفريق مازال يعاني من عدم الإنهاء السليم للهجمة ومن الحظ الذي خذله مرتين، ومن قناعات مدربه وبرود بعض لاعبيه وعدم جديتهم في بعض الألعاب وفي مباريات لا تقبل أنصاف الحلول.
أمام الهلال ثلاث مباريات أولاها أمام الحزم مساء بعد غد في الرياض، وفيها يجب أن يدرك لاعبو الفريق قبل غيرهم أهمية اللقاء وضرورة الحسم دون أي اعتبارات أخرى، وألا ينظروا إلى مركز الفريق الحالي ومستواه في الفترة الأخيرة.
الهلال على عتبة اللقب الـ(60) وهو مؤهل لذلك ليكون موسماً ازرق مثاليا ومميزا كما هي مواسم الزعيم دائما.
اليأس من البرامج الرياضية!!
«ليس كالحال دليلاً على صدق المقال» وحال بعض البرامج الرياضية هذه الأيام دليل صدق من يقول إنها تراجعت وأصبحت مجرد تسطيح ونقاش لا قيمة لها، فلا يضيف معلومة ولا يحقق فائدة، ولا يناقش قضية حقيقية، ولا يواكب مستوى المنافسات الرياضية!!
يفترض أن تكون البرامج الرياضية باباً للتثقيف والتنوير وأداة مساهمة في التطوير لكن بعضها حاد عن هذه الجادة، وأختار أن يكون مجرد ضجيج ونقاش لا قيمة له بين مجموعة من المتعصبين، والمقاطع المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي تكشف إلى أي مرحلة وصلت هذه البرامج، وفي أي مستوى باتت تقدم نفسها للشارع الرياضي!
من السهل جداً تبادل الحديث عن أي قضية، لكن ما قيمة هذا النقاش إذا كان من غير متخصصين، أومن مجموعة يريد كل منهم أن ينتصر لرأيه، ولا يريهم إلا ما يرى، ويسفه رأي غيره، ويقلل منه، حتى ولو كان من مشاركيه في نفس الميول، وما الفائدة من هذا النقاش إذا كان بعضهم يقدم معلومات مضللة مغلوطة، أوكان من شخص فاشل في مجاله ثم يأتي ليقيم من هم أفضل منه وأقل أخطاءً منه، وفوق ذلك ينتصر لميوله وينحاز لعواطفه في مجال يفترض فيه الحياد والمصداقية.
في بعض البرامج يتم مناقشة مواضيع مكررة، وبأسلوب مكرر فيدور البرنامج وضيوفه في حلقة مفرغة، وفريقنا أفضل من فريقكم وفريقكم لا يقارن بفريقنا، وفي بعضها يتقدم ضيف للتشكيك في جهة معينة، وحين تتبين له الحقيقة، ويكون مدعاة لتندر حتى زملائه يتملص بهدوء، دون أن يقال له لماذا، ودون أن يخجل هو من خطئه ويعتذر عنه، وهناك من يسعى لتأكيد حديثه بكلام مرسل، فيقول مثلاً أن هذا الحكم فاشل في بلاده فكيف يحضر لدورينا، ولو قيل له هات مثالا على فشله لما جاء بحقيقة واحدة، وهؤلاء لا تستغرب منهم مثل هذا الحديث فهذه بضاعتهم، ولكن تستغرب الإصرار على تواجدهم واستمرار حضورهم، في برامج ينتظر أن تكون وسيلة إصلاح لا هدم.
الحقيقة أن اليأس قد بلغ معظم المتابعين من بعض البرامج، وبات الكثير منهم على قناعة بصعوبة اعتدالها وقدرتها على تقديم ما ينفع الناس، وقد كتب الكثيرون عنها وعن سلبياتها وعن ضعف طرحها وافتقادها لكل مقومات النجاح، ومع ذلك ما زالت تسير وعلى نفس الخط، وكأنها تعترف بأنها وصلت لمرحلة يصعب معها العلاج ويستحيل الإصلاح.
فرص النجاح موجودة وأبوابه مفتوحة، ولكن يبدو أن هناك من يرفض النجاح ويريد الاستمرار على نفس الخط، مهما كانت المثالب وأوجه القصور.