فهد بن جليد
بعد شهر من الآن تبدأ مرحلة تقلب الأحوال الجوية في منطقتنا، وكما هو معتاد سوياً يصعب في بعض الأيام الذهاب للمدرسة، حيث ندخل في جدال واسع متكرِّر حول ضرورة تعليق الدراسة ليوم أو أكثر من عدمه، فريق يرى التعليق ضرورة حفاظاً على صحة الجميع لأسباب تتعلق بالطرق وتصريف السيول والبنية التحتية وتجهيزات المدارس وخطورة ذلك على الطلاب والمعلمين سوياً، بينما فريق آخر يعتقد أن غياب الطلاب عن المدرسة هو نوع من الكسل والتراخي والمبررات والمخاوف غير كافية.
الثلج والمطر والسيول والفيضانات، تتسبَّب سنوياً بتعطيل الدراسة لأيام في عدة دول أوروبية وأمريكية، تعليق الدراسة أو تأخيرها أو تعطيلها لا يدل على التراخي أو التكاسل، واستمرارها أثناء الأمطار وموجات البرد القارسة والغبار ليس دليلاً على الاجتهاد والجدية، هنا نحتاج مسطرة تضع المشاعر الأبوية والإنسانية أولوية لها، ففي التعطيل أو التعليق أحياناً أكبر حافز للاجتهاد والعطاء من الحضور والمُخاطرة، لاسيما أنَّ العالم يعيش تجربة (تعليق طويلة) للدراسة بسبب فيروس (كورونا المستجد).
الخبرة التي حصل عليها مجتمعنا خلال هذه الجائحة (البيت- المدرسة- الطالب- المعلم) يمكن أن تكون (حلاً بديلاً) عادلاً وفعَّالاً تلجأ إليه المدارس عند تعليق الدراسة لأي سبب من الأسباب، بحيث تكون هناك برامج تربوية وتعليمية مُتفق عليها مسبقاً، كمهام وواجبات عن بعد تضمن حصول الطالب على الحصة التعليمية والثقافية اليومية اللازمة دون تكليف أو تكلُّف، فهل يكون هذا الخيار مطروحاً للاستفادة منه مستقبلاً عند تعليق الدراسة بسبب الظروف الجوية والمناخية تحقيقاً لمصلحة الجميع؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.