عبدالكريم الحمد
في الوقت الحالي، وخصوصًا بعد خسارة متصدر جدول الترتيب بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين «الهلال» من فريق الأهلي، كثر الكلام حول إمكانية تفريط الهلال في الدوري مثلما حدث في الموسم الماضي حينما بلغ الفارق بينه وبين وصيفه (النصر) 6 نقاط كما هو حاصل كذلك في الموسم الحالي، ولكن - من وجهة نظري - إن هناك اختلافًا شاسعًا وواسعًا بين معاناة الموسم الماضي وأريحية الموسم الحالي بالنسبة للهلاليين، ويتلخص ذلك في عوامل عدة، منها:
أولاً/ الإرهاق الذي عانت منه الكتيبة الهلالية في الموسم الماضي ما بين مشاركات محلية وخارجية، إضافة لانضمام اللاعبين لصفوف المنتخب خلال مشاركاته. ولك أن تتخيل معي عزيزي القارئ أن فريق الهلال خاض 8 مباريات في 4 بطولات خلال شهر إبريل في الموسم الماضي متنقلاً ما بين بطولة الدوري والبطولة العربية وعودة إلى بطولة كأس الملك، ثم خوض العراك الآسيوي دون أن يعتني الاتحاد السعودي بجدولة مناسبة تخدم ممثل الوطن على الصعيدَين العربي والقاري، بينما المنافس الوصيف (النصر) كان متفرغًا وبأريحية للدوري والكأس؛ وهو ما كان سببًا من أسباب حسمه الدوري.
ثانيًا/ هل الهلال كان مهيأ في الموسم الماضي ومستقرًّا في الشق الإداري والفني؟ طبعًا لا، كيف لفريق أن يرى نور الاستقرار بعد أن جلس على كرسي مجلس إدارة النادي ثلاثة رؤساء في موسم واحد؟! (سامي الجابر ومحمد بن فيصل والمهندس عبدالله الجربوع)؟ كيف لفريق أن يعيش الانسجام والطمأنينة في ظل تعاقب ثلاثة مدربين عليه (خيسوس) ثم (زوران) ثم وصل بالفريق الأزرق الحال إلى أن يستعير مدرب الفيصلي (شاموسكا) بعد أن ذاق مرارة التخبط والعشوائية والشتات، وخير دليل خسارته من التعاون مرتين في 3 أيام! وهذا أمر يندر حصوله في الهلال فنيًّا وإداريًّا، ومع ذلك لم يغب الزعيم عن المنافسة كونه أنهى موسمه وصيفًا للدوري السعودي، ووصيفًا لكأس العرب للأندية الأبطال، ومتأهلاً للأدوار النهائية في دوري أبطال آسيا، ومتسلحًا بتاريخه، وهي وهيبته التي تبقت منه.
الهلال اختلف في هذا الموسم بالنموذج الإداري الناجح الذي كان من أبرز سماته الاستقرار والهدوء، كذلك احترافية وتألق الجهاز الفني بقيادة الروماني (رازفان لوسيشكو) الذي أشرف على ما يقارب 43 مباراة في 4 بطولات، كانت حصيلته بطلاً لدوري أبطال آسيا، ورابعًا لأندية العالم، ومتأهلاً لنصف نهائي كأس الملك، ومتصدرًا للدوري السعودي. وأنا على يقين بأن مدربًا ذكيًّا بحجم (رازفان) سيستفيد من الأخطاء التي مر بها، ويتداركها.
قبل الختام:
تحقيق دوري أبطال آسيا ورابع العالم غسل هموم الهلاليين بعد موسم ذاقوا فيه مرارة الشقاء والشتات.