عثمان أبوبكر مالي
سبع نقاط حققها فريق الاتحاد لكرة القدم من آخر مبارياته الثلاث التي خاضها ضمن منافسته القوية على الهروب من مظلة الهبوط في مسابقة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. النقاط كانت حصيلة فوزين أمام الاتفاق والفيحاء، وتعادل أمام الفيصلي، وهو أمر لم يفعله الفريق هذا الموسم في الدوري؛ إذ لم يسبق له الفوز في مباراتين متتاليتين من قبل إلا مرة واحدة، كانت في الجولتين الرابعة والخامسة أمام كل من الشباب والتعاون، في حين خسر قبلها في الجولتين الثانية والثالثة أمام ضمك والهلال بعد أن استهل مبارياته في الدوري بفوز على الرائد.
الفوز الأخير للفريق وضع له قدمًا قوية ـ بإذن الله ـ بالثبات في دوري الكبار حيث مكانه وموقعه الطبيعي الذي وُلد فيه منذ تأسيسه كـ (أول نادٍ سعودي)، غير أن بقاء الفريق لم يكتمل، ولا يزال يحتاج إلى ست نقاط من مبارياته الثلاث المتبقية، تنخفض إلى أربع ـ على الأقل ـ في حال خدمته نتائج الفرق الأخرى التي تتذيل الترتيب، وتحديدًا في مواجهاتها المباشرة، خاصة أن مباراتين من الثلاث المتبقية للاتحاد ستكونان مع فريقين متنافسين معه على عدم الهبوط، هما الفتح في الأسبوع الثامن والعشرين (الأحد القادم)، ثم مباراة فريق العدالة (في الجولة الأخيرة)، والمتوقع قبلها أن تكون المراكز حُسمت بشكل كبير.
إذا كانت مباريات المواجهات المباشرة للفرق المتنافسة تعتبر نقاطها مضاعفة للفائز (ست نقاط) فإن المواجهة القادمة للفريق تعد بمنزلة (مباراة نهائي)، وليست مجرد ست نقاط فقط؛ ذلك أن الفوز بها يعطيه بشكل كبير بنسبة عالية جدًّا الأمان وضمان البقاء، والحفاظ على موقعه مع الكبار، وهو أمرٌ يجب أن يفهمه، وأن يصل إلى لاعبي الفريق جميعًا؛ ليفرض عليهم في اللقاءات المتبقية (ردة فعل) إيجابية أكثر قوة في الأداء والمستوى، وثقة أكبر بصورة تفوق المباريات الثلاث الماضية، التي كانت (نتائجها) مُرضية. والأمر كذلك بالنسبة لمسيّري الفريق وجهازَيه الإداري والفني. وليس ذلك فقط من أجل ضمان الصعود من (قاع الترتيب) وإنما للوصول إلى مركز متقدم في المنطقة الدافئة. ويعزز هذا القول إن تحقيق ذلك مرتبط بنتائج الفريق، وإذا حصد نقاطها، دون النظر إلى نتائج ونقاط المنافسين، خاصة من يأتون بعده في الترتيب، وأولهم صاحب مواجهة يوم الأحد القادم فريق الفتح، وهو الفريق الذي واجهه في مباراتين هذا الموسم، تعادل في الأولى (ضمن الدوري)، وخرج على يده في الثانية من مسابقة كأس الملك، والفريق تطور كثيرًا.
إن الآمال الكبيرة التي سبق أن ذكرت أن جماهير العميد تعلقها على لاعبيها، التي تلاشت في أول مباراتين بعد العودة، لا شك أنها عادت من جديد بعد (النقاط السبع)، ولكن ذلك لا يكفي، ولن يحمي الفريق من دون أخرى مثلها على الأقل في (النهائيات الثلاث) التي سيخوضها أمام الفتح والنصر والعدالة.
كلام مشفر
«لم يرتقِ المستوى الذي قدّمه الفريق في المباريات الثلاث الأخيرة إلى درجة الاطمئنان والرضا لدى جماهيره، غير أن النقاط السبع تشفع نوعًا ما للاعبين، خاصة مع ظهور بعض من (روح العميد) في الأداء والمستوى، وأيضًا ارتفاع الدوافع الذاتية لديهم، وهذا ما هو مطلوب استمراره خلال النهائيات المنتظرة.
«ربما يكتمل عقد الفريق لأول مرة في الموسم في مباراة الأحد بعودة (بوني) غير أني لا أتوقع أن يغامر المدرب بإشراكه في المنعطف الأخير؛ فلا حاجة للتجارب، والتوليفة التي نجح بها خلال المباريات الماضية تستحق الدعم والمواصلة، خاصة أنها فهمت بعضها جيدًا. من وجهة نظري يفترض أن موسم (ويلفريد) مع العميد انتهى.
« الجماهير الاتحادية تضع - ولا شك - ثقتها في اللاعبين جميعًا؛ فتوليفة (فابيو كاريلي) موفقة حتى الآن، لكن هذه الجماهير لا تزال تنتظر استعادة بعض الأسماء أداءها وحيويتها وكامل مستوياتها، مثل رومارينهو وأنيس البدري وعبد الرحمن العبود، وعودة أسماء أخرى إلى كامل عطائها وتركيزها، مثل سعود عبد الحميد وحمدان الشمراني وعبد العزيز البيشي، ولا يهون عبدالإله المالكي.
«بالمثل فإن درجة المسؤولية لدى إدارة ورجالات النادي لا يجب أن تتوقف، بل على العكس، يجب أن تتضاعف، ومن كل الأطراف الاتحادية الرسمية والغيورة والمحفزة، وأن يستمر التكاتف بينها. وقد لمس الجميع تأثيرها ودورها على اللاعبين وعلى الأداء نفسيًّا ومعنويًّا، وننتظر أكثر.