بين قناة الذكريات وبرنامج اليوتيوب تنقلت اليوم باحثةً عن شيء يُسر النظر ويرضي العقل، أبحرت في أعماق الطيبين، عبرت أيامهم، تأملت في امتدادها حتى الآن.
فالطيبون يرحلون ويتركون خلفهم إرثهم المعتق، لا تطمسه السنون، نستدل بخطواتهم، لا ينتهي زمنهم أبدا، ولا يُمحى أثرهم.
تحاصرنا ذكرياتنا معهم، لا نستطيع اختيار وقت حضورها، ولا نملك حق توديعها، تتكدس ذكراهم على رف قلوبنا، تترك وشما وترحل، تغرب قليلًا وتشرق أكثر من جديد، متى؟ وكيف! لا نعلم.
كم هي ذكية جداً هذه الذاكرة، لا تغفل عن شيء ولا تغفو، لا نستطيع التحايل عليها، تزيد بهجومها علينا عند تجاهلها، تقتنص المناسبات غير المناسبة.
أعود إلى جهازي الجامد، أتلمس ومضةً تقودني إلى زمن مضى، وحاضر متجدد ومستقبل مُزهر، أستقر على برنامج جميل جداً.. جداً رائع بفكرته، عميق بمعناه، سُجل بإمكانات بسيطة وتصوير متواضع، له بُعد وهدف سام، ولو أن صاحب فكرة هذا البرنامج موجود الآن لطار فرحًا وفخرًا برؤية كل هذا. الدعم السخي لإنجاح مثل هذه البرامج المُشجعة على السياحة الداخلية (ربوع بلادي علينا بتنادي.. تقول تعالوا شوفوني ياولادي.. بلادي بتنادي.. بلادي بتنادي... ياولادي..)
نعم تنادي
تبسط الأرض لنا وردا وزهراً
تدعونا جبال الجنوب والهدا
مزارع الورد الطائفي، نخيل ينبع، أشجار الزيتون بتبوك، شواطئ الشرقية والغربية، شاطئ حقل الساحر، والمستقبل نيوم، يطول الوصف الغزلي بمدننا وثرواتها
أجمل إبداع نراه من وزارة السياحة لأجمل أرض، حفظ تراث وترميم وإعادة هيكلة لمواقع تاريخية عظيمة بين كل جمال وجمال يوجد ابتكار لإظهار كل مدينة بمظهر يليق بتميز وطني الفريد تنتهي حلقة من البرنامج وأنا مازلت عالقة بزمن الطيبين.