في بعض الأحيان ينتابنا حنين إلى الماضي لا نعلم مصدره أو دوافعه، سوى أن تكون ذكريات تُروى, أو صور تُرى فتعيد للذاكرة شيئاً من الماضي الذي عشناه أو قرأناه أو سمعنا عنه من خلال أحاديث من الذكريات، قال أحمد شوقي:
والذكريات صدى السنين الحاكي
نسمع كثيراً عن (زمن الطيبين) وعن حياتهم وأساليب معيشتهم، وللحقيقة فإن الطيبين موجودون في كل زمان ومكان، ولهم تأثيرهم وأثرهم في مجتمعهم الذي يعيشون فيه.
وما جمع التراث والصور القديمة والاهتمام بها إلا جزءٌ من الحنين إلى الماضي بكل أبعاده، كما يظهر ذلك على شكل قصائد عربية وقصائد نبطية و(شيلات) مموسقة ومغنّاة ومن صور الحنين إلى الماضي الوقوف على الأطلال وزيارة الأماكن الأثرية، والبحث عنها والاهتمام بها، كما أن إحياء التراث الشعبي القديم وتجسيده بكل حذافيره هو حنين إلى الماضي الذي تعشقه النفس البشرية وتميل إليه.
وفي الأدب العربي نصوص تتحدث عن الحنين إلى الماضي والاستغراق فيه:
كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزلِ
ولكن هل كان ماضينا أفضل من حاضرنا؟
طبعاً لا، فإن حاضرنا مزدهر بكل تفاصيله ولله الحمد:
وبذكرِ الأمس لنا شغفٌ
أيعود الأمسُ وسؤدده؟
** **
القصيم - بريدة