وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) يسابق وينافس نفسه ويحقق المستحيل، ويوماً بعد يوم يحقق الإنجازات لنراه أينما التفتنا، لنحتفي اليوم بالهيئة السعودية للفضاء، الاتجاه الأبرز للحصول على وسائل تفوّق المستقبل، حيث تتسابق دول العالم كلها لتأخذ مكانها في هذا المسار.
الإستراتيجية الوطنية للفضاء هي ما يتم العمل عليها الآن بخطوات حثيثة لإنجازها بإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة السعودية للفضاء، في ظل متابعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
إستراتيجية تليق باسم المملكة، وإمكاناتها الكبيرة وثرواتها الكبرى، التي يأتي في مقدمتها خبرات جميع فئات المجتمع وإبداعاتهم في جميع التخصصات وعلاقات المملكة المتوازنة ومكانتها الاقتصادية والسياسية والجغرافية.
قطاع الأعمال الفضائية الوطنية هو الاتجاه الأبرز في المنطقة، حيث يسير الوطن بخطوات ثابتة في هذا القطاع، وكان من إنجازاته صناعة وإطلاق 15 قمراً صناعاً سعودياً بمشاركة وكالة الفضاء الأمريكية والروسية والتحالفات مع الخبراء وعقول مواطنة، عملت بجد وشغف من أجل مستقبل زاهر، ومكانة رائدة بين الأمم، مثلما سوف نشهد إن شاء الله تعالى مستقبلاً إطلاق العديد من الأقمار الصناعية وتوطين التقنيات الفضائية والأقمار الصناعية تماشياً مع رؤية السعودية 2030 بدعم من حكومتنا الرشيدة، وتوجيهاتها وحثها المستمر والمتواصل لتحقيق كل آمالنا وطموحاتنا.
لقد أشرف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة السعودية للفضاء على كل المراحل الأولى لتأسيس الهيئة، من تصميم وبناء الإستراتيجية الوطنية للفضاء، الذي قطعت فيها الهيئة شوطاً كبيراً، وفي انتظار اعتمادها من قيادة هذا الوطن -حفظها الله-.
انطلاق برنامج «أجيال الفضاء» مؤخراً، الأول من نوعه في المملكة، بالتعاون مع وزارة التعليم، جاء كخطوة عملية مباشرة لتأكيدات سموه على هذا النهج في ابتكار طرق ومنظومة عمل مستقبلية جديدة، كما تبعث في الوقت ذاته رسالة لأبناء الوطن بأن الهدف لابد أن يتحقق، ولا مجال للتقاعس، أو الركون للدعة والراحة، أو الاعتماد على أدوات لا تعيش مع هذا العالم الذي يتسارع، ولا تمنح سبر فرص المستقبل، بل تحتاج إلى همم عالية يكون تعاملها مع العراقيل والصعوبات بالطرق المبتكرة، والقادرة على إيصال رسائل هذا الوطن للعالم، بلغته وأساليبه، من خلال تنشئة جيل جديد من الطلاب، مزودين بسلاح المعرفة وتقنيات الفضاء والقدرة على التألق والإبداع.
برنامج «أجيال الفضاء» سيساهم بقوة في تسليط الضوء على البيئة التعليمية ومكتسباتها، عبر تأهيل طلاب وطالبات قادرين على استخدام وتطوير تقنيات الفضاء بكل احترافية من خلال العديد من الأنشطة والمساقات، والاستعانة بالأكاديميات المتخصصة الرائدة في هذا الفضاء.
وبلا شك، فإن هذه الإضافة النوعية الجديدة للهيئة السعودية للفضاء ستعمل كذلك على تعزيز قدرات التواصل لدى الطلاب والطالبات، وتزويدهم بالقدرات والوسائل التي تمنحهم بعد ذلك على التألق والإبداع في الساحة الفضائية إقليمياً وعالمياً، ليكونوا قدوة لأقرانهم في المدارس، في سعة الاطلاع والمعرفة في البحث العلمي وتعلم العلوم المختلفة في مجالات الابتكار (STEM) العلوم، التقنية، الهندسة، الرياضيات.
إن أهم ما أثبتته حكومة هذا الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- قدرتها على إرساء نهج متفرد يرسم خريطة ملامح المستقبل وصناعة تميزه، وتفكيرها في المستقبل ولغته الوثابة؛ لأن العالم لا يحتمل سياسات البقاء في الظل، وكل دولة تتطلع إلى المستقبل لتلبية طموحات شعبها وتعزيز مكانتها واستمرار مواردها وخيراتها والمحافظة على مكتسباتها، يجب عليها الأخذ بأسباب مواكبة تطورات المستقبل والبقاء في المقدمة بكل ما تعنيه من معوقات وتبعات.
إن ما تم إنجازه حتى الآن في الهيئة السعودية للفضاء هو محل سعادة وفخر، فشكراً لجميع فرق العمل في الهيئة السعودية للفضاء، إلى جانب الشركاء، ووطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) بمشيئة الله تعالى سيواصل صولاته وجولاته في مجال الفضاء ومركباته وعلومه ومعارفه، لما فيه خدمة أهدافه الإستراتيجية ومنفعة المواطنين والإنسانية.