فهد بن جليد
ما زال الأطفال حتى اليوم يشكِّلون قلقلاً واضحاً للأطباء فيما يخص تدابير كورونا، تارة تظهر التوصيات من منظمة الصحة العالمية بضرورة ارتدائهم للكمامة وخضوعهم لذات التدابير والاحتياطات اللازمة للكبار، وتارة يتحدثون عن آثار سلبية وصحية للبس الكمامة لمن هم دون الـ12 سنة، مع تحسن نمط الحياة التدريجي بدأ الأطفال يتخلصون من أعراض وهموم كورونا، ولكن ثمة أعراض خفيَّة يشعر بها الأطفال في هذا الوقت ويجب الانتباه لها، ولعل عدم ذهابهم للمدرسة في معظم البلدان يعيد هذا الموضوع للواجهة.
لن أتحدث من الناحية النفسية فالخبراء النفسانيون أوضحوا أنَّ الأطفال والمُراهقين أكثر عرضة في مثل هذه الظروف لتحديات وضغوط نفسية أكبر، اللافت أنَّ فرح الأطفال الطبيعي والأولي بالتوقف عن الذهاب للمدارس صباحاً بدأ يختفي من مُعظم البيوت، والكثير من المقاطع العفوية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث فيها الأطفال برغبتهم في الذهاب والعودة للمدارس مُجدَّدا، لكسر الروتين وحالة الخوف التي يعيشونها بسبب استمرار توقف النظام الحياتي بالنسبة لهم، وهو ما يوجب (دوراً فطرياً) للآباء في هذه المرحلة الانتقالية.
عدم فهم الأطفال في هذه المرحلة لضرورة العودة للدراسة عن بعد، بالجدية اللازمة والمنتظرة، يشكل تحدياً جديداً على الوالدين والمدرسة الانتباه له وإدراكه مبكراً، فنحن نعتمد على الصغار الآن أكثر من أي وقت مضى، وهم يهتمون على أنفسهم أيضاً، وهي تجربة رغم قساوتها وجدتها إلاَّ أنَّ فوائدها على شخصية الطفل وتربيته كبيرة، من المؤلم أن يخوضها الطفل بعيداً عن والديه لأي عذر كان.
وعلى دروب الخير نلتقي.