د.عبدالعزيز الجار الله
مشروع قناة الجزيرة أصبح من المشروعات الإعلامية الفاشلة، لأنه بنى منهجيته على الكذب والتلفيق وخداع المشاهد من بداية التأسيس عام 1996، والغريب في شأن تأسيس القناة، لم تحدث لها ردة فعل خليجية أو عربية بل إن بعض العرب يراها محفزاً للإعلام التقليدي ونقلة جديد، في حين تعمل قطر الحكومة والمحطة على تخريب الوطن العربي، وهو ما تبين وتأكد فيما بعد، عندما اشتعل الوطن العربي بنار الربيع العربي 2010م، فالغريب بالأمر أن الحكومات تعاملت مع قطر بالأخوة والدولة الشقيقة والجارة، وهي تكيل وتقذف السم بالأوزان الكبيرة على جميع الدول العربية، وبأحقاد لا أحد يعرف مبررها، لماذا لم تواجه حكومة قطر ومحطة الجزيرة بقوة وحزم كما يتم الآن، قبل أن تتمدد وتتمادى بالفجور؟!
كانت قطر من البدء بحاجة لحزم ولجم وربما دحر بدلاً من التعامل معها باللين والمرونة الدبلوماسية، من أجل فقط أن تبقى في المظلة الخليجية، وحفاظاً على حسن الجوار، حتى وإن كانت مارقة ومؤذية، فحروب وثورات الربيع العربي أعطت للدول العربية دروساً عديدة منها عدم التهاون مع الخصوم، وأن ردة الفعل يجب أن تكون قوية وحادة حتى تقف كل دولة عند حدودها ولا تتطاول.
كانت السنوات (14) الأولى من الحكومة الجديدة في قطر حكومة الحمدين وإنشاء قناة الجزيرة حتى الربيع العربي، هي سنوات بناء الأسلوب والنهج السياسي لقطر لكنه لم يواجه بحزم، تُرك طويلاً تحت المراقبة، و(5) سنوات التي تلتها كانت مخالب قطر قد غرستها في جسد الوطن العربي، قبل أن تتدخل السعودية وتتصدى لقطر وتكشف أوراقها وتعريها أمام الأصدقاء والخصوم، وتضعها في مكان الخصم الذي يحيك المؤامرات والدسائس للوطن العربي.
الآن قطر دولة فاشلة ومفككة من الداخل ومشوهة من الخارج، مزقت روابطها مع دول الخليج والدول العربية، وخسرت الشعوب والمؤسسات والشركات، وسخرت كل أموالها لتخريب وتمزيق الوطن العربي بدلاً من تنمية بلادها وشعبها الذي أصبح معزولاً وغريباً في وطنه بين القواعد العسكرية والمرتزقة وقيادات الأحزاب الأجانب، دولة هجين وخليط من المخربين.