قبل سنوات عدة، جلس صالح المزروع يستعرض تاريخ محافظة الرس، ورأى أنه مشروع يستحق التدوين والبحث، فقرر أن يكون له مساهمة في رصد وتوثيق أحداث المحافظة وتاريخها، مكملاً في ذلك جهد من سبقوه في التأليف.. فاختار عنواناً لكتابه (الرس.. أحداث شاهده وصور خالدة).
جمع صالح مادة كتابه من خلال المصادر التاريخية والمقابلات الشفهية مع كبار السن، ناهيك عن البحث في الوثائق والمدونات والأرشيفات والمكتبات، حتى أنها تجاوزت 15 مرجعاً، ومنها تاريخ لابن بشر، وتاريخ مقبل الذكير، وتاريخ إبراهيم القاضي، وتاريخ لابن غنام، ومعجم البكري، وتاريخ ابن ضويان، وتاريخ وجد للريحاني، وروضة الناضرين للقاضي، والتعليم بالقصيم للعمري، وتاريخ الدولة السعودية الأولى، والشنانة ودورها التاريخي للمسعود، والرس لعبدالله الرشيد، والرس بين ماضيها وحاضرها لفهد الرشيد، وصالح باشا لسلطان العذل، وعلماء نجد للبسام، وحياة الشيخ الضويان وآثاره مخطوط وعشرات الوثائق عن تاريخ الرس المشرف.
وقد اشتمل الكتاب على صور عديدة ونادرة من الوثائق ونماذج للتراث العمراني والحياة الاجتماعية، وبعض المرافق القديمة والشخصيات المعروفة والأدوات المستعملة، فكان مشوقاً للقراءة والاستمتاع وأصبح مرجعاً لتاريخ المحافظة ومكملاً لجهود سبقته في التأليف. كما خصص صالح لمحافظة الرس متحفاً تراثياً باسم (متحف الرس) حوى كل ما يتعلق بالرس من تاريخ قديم وموروث شعبي وتعريف برجالها وأبطالها ورموزها الذين كان لهم بصمة وقصص خالدة، ومنهم عقيلات الرس والشيخ قرناس والأمراء الذين تعاقبوا على إمارتها.. ناهيك عن تراث للأبواب والأدوات والأواني وأدوات الزراعة وأدوات التعليم والإنارة ونماذج للمخطوطات والوثائق والعملات والحلي.. وفتح الزيارة المجانية لطلبة المدارس والكليات ليعيشوا قصة من معانات أجدادهم وشغف عيشهم ودورهم البطولي في الدفاع عن ديرتهم.. وهي جزء من تاريخ الوطن العزيز.
والمزروع شاعر استغل موهبته في إنتاج أوبريت (فيلم قصير) بالصوت والصورة يحكي قصة المقاومة الشجاعة لحملة إبراهيم باشا على الرس في عام 1232هـ، وقبله أخوه طوسون.. فجاء العمل رواية مصورة حكت لنا شجاعة الأجداد وبسالتهم وحكمة شيخهم قرناس.