فهد بن جليد
في يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 2015 كتبتُ النص التالي تحت عنوان (الترحيب دون تماس)، تحدثتُ فيه عن رأي الباحث البريطاني (ديفيد ويتفورت)، المقال يحكي حالنا اليوم مع فيروس (كورونا المُستجد) بقناعات جديدة، إعادة القراءة بعد 5 سنوات من نشره تجعلني أمام تأمل وفهم آخر للنص، وفيه أقول: الباحث البريطاني (ديفيد ويتفورت) لا يعلم عن طرق سلام (الخليجيين) و(ملامسة الخشوم) شيئاً، وإلاَّ لما أعاد نشر الدراسة التي تدعو البشر إلى التوقف عن (المصافحة بالأيدي) عند اللقاء، منعاً لانتقال البكتيريا من شخص إلى آخر، بعد أن توصلت أبحاث جامعة (إبيريستويث) إلى أنَّ المكروبات والبكتيريا تنتقل بكميات مهولة أثناء التلامس من هذا النوع.
تكفي المشاهدة (بالعين المُجردة) في الغرب، لتُغني مقولة (هاي) مع ابتسامة خفيفة، عن عشرات الجُمل التي يرددها العرب عند اللقاء، بدءًا من السؤال عن الحال؟ وصولاً إلى (علوم المطر)؟ وأسعار (صندوق الطماطم)، بعد أن تكون عاصفة من (العراك الجسدي) قد توقفت بين الطرفين، مع محاولة كل منهما تقبيل (خشم الآخر) كناية عن المحبة والترحيب، كون (الأنف) هو رمز العزة والعلو والأنفة. وبالمناسبة هذا تقليد (نيوزلندي) عُرف هناك قبل أن يعرفه (العرب) بآلاف السنين، وهناك أنواع جديدة (للعناق) عرفها مجتمعنا، فهناك من يقبل الخد الأيمن، ثم الأيسر، ثم الأيمن، وهناك من يقبل الخد الأيمن (ثلاثاً)، وفي المستجدات هناك (التناطح) بالرؤوس، حتى يُخيَّل إليك أنَّ الشرار سيتطاير من قوة التقارع، وبعدها جاء (العناق) في الهواء عن بعد، وتطورت (الحالة الشبابية) إلى الملامسة (بأطراف الأصابع). يجب أن لا نتنازل عن حقنا في (المصافحة والعناق) عند السلام، مهما قال العلماء عن خطر نقلهما للبكتيريا، لما لهما من فائدة، ففي المصافحة فضل كما جاء في حديث البراء بن عازب (إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما) الحديث، أما (العناق والتقبيل) فقد أكد علماء الغرب أنه يحسن المزاج، ويُساعد على إحراق 12 سعرة حرارية في كل مرة، ويحرك بكل أنواعه نحو 29 عضلة في (الوجه)، إضافة إلى تسارع نبضات القلب لنحو 110 في الدقيقة، فإذا رأيت الناس (مُتصافحين مُتعانقين) فأعلم أن الدنيا بخير، أما إذا كان السلام (دون تماس)، ففتش في (النفوس)، عن ما هو أكثر من (كورونا)؟ والعلم عند الله.
انتهى المقال وتغيرت قناعات (2015م) الاجتماعية، بضروريات جديدة في (2020م) توجب السلام دون تماس وتؤكد فضله بسماحة ديننا وشموله، فقد نعود إلى هذا النوع من السلام مُجدَّداً وقد لا نعود.
وعلى دروب الخير نلتقي.